نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 644
أفعالها. فلا جرم متى [1] احتاج البدن إلى فعل قوى [2] صادر عن القوى الجسمانيّة، تركت النّفس الاشتغال [3] بأفعالها الّتى لها بالاستبداد، و
انجذبت [4] إلى معاونة
[5] تلك القوّة [6] على ذلك الفعل.
و أيضا فالنّفس إذا استخدمت الحواسّ الباطنة خارت [7] الحواسّ الظّاهرة، أى ضعفت. و لذلك
فإنّ [8] الإنسان حال ما يكون مستغرقا في تخيّل
أو تفكّر [9] ربّما حضر عنده المبصر القوىّ، و
المسموع القوىّ، ثمّ إنّه مع سلامة الحسّ لا يشعر بشىء من ذلك.
[الفصل الثّانى عشر [فى مقدّمة أخرى هى أيضا تفصيل شرائط انتقاش
النّفس بما هو مرتسم في تلك المبادى]]
تنبيه: الحسّ المشترك هو لوح النّقش الّذى إذا تمكّن منه صار
النّقش في حكم المشاهدة [10].
و ربّما زال النّاقش الحسّى عن الحسّ و بقيت صورته هنيهة في الحسّ
المشترك، فبقى في حكم المشاهدة [11] دون المتوهّم. و ليحضر ذكرك ما قيل لك في أمر القطر النّازل خطّا
مستقيما، و انتقاش النّقطة الجوّالة محيط [12] دائرة [13].
فإذا تمثّلت الصّورة في لوح الحسّ المشترك صارت مشاهدة؛ سواء كان في ابتداء حال
ارتسامها فيه من المحسوس [14] الخارج [15]،
أو بقائها مع بقاء المحسوس، أو ثباتها بعد زوال المحسوس، أو وقوعها فيه لا من قبل
المحسوس إن أمكن.
التّفسير: هذه مقدّمة ثانية للمقصود
[16]. و تقريرها أنّا بيّنّا ماهيّة الحسّ المشترك فيما تقدّم. و بيّنّا
أنّه [17] يحصل فيها صور
[18] و [19] الأمور الّتى تحسّ بالحواسّ الخمسة [20]، و أنّ هذه المحسوسات متى ارتسمت فيه
صارت محسوسة مشاهدة، و إن لم يبق في الخارج. و بيّنّا ذلك بأنّا نرى القطرة
النّازلة خطّا مستقيما [21]
و النّقطة الجوّالة [22]
دائرة.
و اعلم أنّ للصّور [23] المرتسمة في الحسّ المشترك [24] أربع درجات في الإحساس