نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 628
فى عارفين، و قد يختلف [1] فى عارف [2] بحسب وقتين.
التّفسير [3]:
قال صاحب الصّحاح: رجل قشف: إذا لوّحته الشّمس أو الفقر فتغيّر. أترفته النّعمة:
أى أطغته. رجل تفل: أى غير متطيّب. عقيلة كلّ شىء: أكرمه. إرتاد:
اهتزّ من النّعمة. الخطوة [4] بالكسر و الضّمّ: الحطّ [5]. و المعنى أنّ العارف قد يكون بحيث يستوى عنده الجيّد و الرّدىء من
الأحوال العاجلة [6]. و ذلك عند ما يكون الخاطر بباله
استحقار ما سوى اللّه تعالى و قد يكون بحيث يميل من كلّ
[7] شىء إلى أحسنه. و ذلك لأمرين: أحدهما؛ أنّ الأحسن [8] عناية اللّه به أتمّ. و كلّما كان
كذلك كان عناية الإنسان به يجب أن تكون أتمّ، لا من حيث أنّه هو، بل من حيث إنّه
تخلّق [9] فى ذلك بأخلاق اللّه. و ثانيهما؛ أنّ
العارف إذا استأنس بالجمال العقلىّ الحقيقى
[10]، ثمّ رجع إلى عالم الحسّ، فكلّما كان أجمل
[11] كان إلى تلك العقليّات أقرب. فكان محبوبا
[12] من هذا الوجه. و اعلم أنّ هذه الأحوال قد تختلف بحسب عارفين، و قد
تختلف في عارف واحد بحسب وقتين.
[الفصل السادس و العشرون [فى أنّ العارف في حكم من لا يكلّف؛
لأنّه في حال اتّصاله قد يكون غافلا لا يعقل]]
تنبيه: و العارف ربّما ذهل فيما يصار به إليه فغفل عن كلّ شىء،
فهو في حكم من لا يكلّف. و كيف و التّكليف [13] لمن يعقل التّكليف حال ما يعقله، و لمن اجترح بخطيئته إن لم يعقل
التّكليف [14]؟
[الفصل السابع و العشرون [فى أنّ المستأهلين لهذه الطّريقة قليلون
جدّا، و في سبب إنكار المنكرين]]
إشارة: جلّ جناب الحقّ عن أن يكون شريعة لكلّ وارد، أو [15] يطلع عليه
[16] إلّا واحد بعد واحد.
و لذلك [17]
فإنّ ما يشتمل عليه هذا الفنّ ضحكة للمغفل، عبرة للمحصّل. فمن سمعه فاشمأزّ عنه
فليتّهم