نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 623
الأربعة دالّة على المراتب الأربع الّتى لخّصناها.
و أمّا قوله: ممعن
في جمع صفات [1] هى صفات الحقّ؛ فاعلم أنّ قوله «ممعن» خبر عن العرفان، كأنّه قال:
العرفان [2] مبتدىء من كذا، ممعن في كذا. و أمّا
جمع صفات الحقّ [3] فقد فسّرناه.
و أمّا الإنتهاء إلى الواحد الحقّ فقد عرفت المراد منه.
[الفصل العشرون [فى بيان أنّ العارف من آثر الحقّ على عرفانه]]
إشارة [4]:
من آثر العرفان للعرفان [5]
فقد قال بالثّانى. و من وجد العرفان كأنّه لا يجده، بل يجد المعروف به، فقد خاض
لجّة الوصول. و هناك درجات ليست أقلّ من درجات ما قبله، آثرنا فيها الاختصار.
فإنّها لا يفهمها الحديث، و لا تشرحها العبارة، و لا يكشف المقال عنها [6] غير الخيال.
و من أحبّ أن يتعرّفها فليتدرّج إلى أن يصير من أهل المشاهدة دون [7] المشافهة، و من الواصلين إلى العين
دون السامعين للأثر.
التّفسير: لمّا ادّعى فيما تقدّم
[8] أنّ التّبجّح بزينة الذّات [9]، من حيث هى للذّات [10]، و إن كان بالحقّ، تيه، أعاد هذا الكلام ههنا في معرض آخر. و هو أنّ
من كان مطلوبه من معرفة اللّه نفس تلك المعرفة فقد قال بالثّانى؛ لأنّ له مطلوبا
بالذّات سوى اللّه [11]
تعالى. و أمّا من كان مطلوبه من المعرفة [12] المعروف، حتّى أنّه لو أمكنه وجدان المعروف لا بواسطة المعرفة لما
كان يطلب [13] المعرفة، فهو قد خاض [14] لجّة
[15] الوصول و وصل إلى قعر التّحقيق و ساحل النّجاة المطلق.
و أمّا قوله: «و هناك درجات ليست
أقلّ من درجات ما قبله»
؛ فاعلم أنّ المحقّقين قالوا: السفر سفران: سفر إلى اللّه تعالى و هو
متناه [16]؛ لأنّه عبارة عن العبور على ما [17] سوى اللّه. و إذا كان ما سوى اللّه
متناهيا كان العبور عليه متناهيا. و سفر في اللّه تعالى و هو غير متناه؛ لأنّ نعوت
جماله و جلاله