نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 602
لبصره في أولاه و أخراه إلّا إلى لذّات قبقبة و ذبذبة. و المستبصر
بهداية القدس في شجون [1]
الإيثار قد عرف اللّذّة الحقّ، و ولّى وجهه سمتها مترحّما
[2] على هذا المأخوذ عن رشده إلى ضدّه. و إن كان ما يتوخّاه بكدّه
مبذولا له بحسب وعده.
التّفسير: المخدج: النّاقص، و منه حديث علىّ عليه السلام [3] فى ذى الثّدية
[4]: «مخدج اليد» أى ناقص اليد. الازورار
[5] عن الشّىء: العدول عنه. أعلق الرّجل أظفاره في الشّىء [6] أى أنشبها فيه.
خوّله اللّه الشّىء أى أعطاه و
[7] ملّكه. طمح بصره [8] إلى الشّىء: ارتفع، و كلّ مرتفع
[9] طامح.
القبقب: البطن. الذّبذب [10]: الذّكر. شجون الأودية: طرفها. و أمّا المعانى فظاهرة غنيّة [11] عن التّفسير.
[الفصل السابع [فى بيان أوّل درجات حركات العارفين و هو الإرادة]]
إشارة: أوّل درجات حركات العارفين ما يسمّونه هم الإرادة. و هو ما
يعترى المستبصر باليقين البرهانى، أو الساكن النّفس إلى العقد الإيمانى من الرّغبة
في اعتلاق العروة الوثقى. فيتحرّك سرّه إلى القدس لينال من روح الاتّصال. فمادامت
درجته هذه فهو مريد.
التّفسير: اعتلقه أى أحبّه. ثمّ نقول: إذا حصل الاعتقاد [14] فى أنّ
[15] السعادة بالإعراض عمّا سوى اللّه و الإقبال على اللّه، سواء [16] حصل هذا الاعتقاد بالبرهان أو بالتّقليد،
اقتضى ذلك الاعتقاد إرادة الإعراض [17] عمّا سوى اللّه و التّوجّه إلى اللّه تعالى. فمادام الشّخص كذلك
سمّى مريدا.