نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 591
الشّىء و إن كان ذلك صعبا [1]. و أيضا فليست هذه القصّة [2] من الوقائع المشهورة المعلومة
[3] ليستنبط من ظاهر تلك القصّة [4] مراد الشّيخ منها، بل [5] هما لفظتان وضعهما الشّيخ من عند نفسه لبعض الأمور. و ما [6] كان كذلك، استحال استقلال العقل
المجرّد بالوقوف عليه. ألا ترى أنّ [7] من [8] وضع لفظتى السواد و البياض مثلا
للسّماء و الأرض، استحال الوقوف [9] على غرض المتكلّم بذلك الاصطلاح إلّا بعد أن يكشف المتكلّم [10] عن غرضه منه. فظهر ممّا قلنا [11] أنّ قول الشّيخ: «ثمّ حلّ الرّمز إن
أطقت»؛ ظلم و أنّه يجرى مجرى التّكليف بمعرفة الغيب.
ثمّ أجود ما قيل فيه: أنّ المراد بسلامان آدم عليه السلام و بإبسال
الجنّة، فكأنّه قال: المراد بآدم نفسك النّاطقة و بالجنّة درجات سعادتك [12]. و الّذى قيل: إنّ آدم لمّا تناول
البرّ أخرج من الجنّة؛ فالمراد [13] أنّ النّفس [14] النّاطقة لمّا التفت إلى القوى الشّهوانيّة انحطّت من درجاتها
العقليّة [15]، و صارت محرومة عن [16] السعادات النّفسانيّة اللّائقة بها.
فهذا التّفسير مناسب. [17]
ثمّ اللّه أعلم بغرضه من هاتين اللّفظتين. و بالجملة فهذا ممّا لا يتعلّق [18] به شىء من الأغراض العلميّة [19].
المسئلة الثّانية فى بيان ماهيّة الزّاهد[20] و العابد و[21] و العارف