[الفصل الرّابع عشر [فى أنّ العارفين المستكملين في القوّة
النّظريّة و المتنزّهين عن العلائق النّفسانيّة، إذا تخلّصت نفوسهم عن مقارنة
البدن خلصت إلى عالم القدس و كملت لذّاتها و سعاداتها]]
تنبيه: و العارفون المتنزّهون إذا وضع عنهم درن [3] مقارنة
[4] البدن، و انفكّوا عن الشّواغل، خلصوا إلى عالم القدس و السعادة، و
انتقشوا بالكمال الأعلى، و حصلت لهم اللذّة العليا، و قد عرفتها.
التّفسير: المراد بالعارفين المستكملون
[5] فى القوّة النّظريّة، و بالمتنزّهين المجرّدون [6] عن العلائق النّفسانيّة. فالنّفوس إذا
كانت مستجمعة للأمرين، فإذا تخلّصت عن مقارنة البدن و انفكّت عن الاشتغال بتدبيره،
خلصت إلى عالم القدس و كملت لذّاتها و سعاداتها على ما مرّ بيانه فيما قبل.
[الفصل الخامس عشر [فى أنّ البهجة الحاصلة للنّفوس السعيدة غير
مختصّة بما بعد الموت، بل هى حاصلة أيضا قبل الموت]]
تنبيه: و ليس هذا الالتذاذ مفقودا من كلّ وجه و النّفس في البدن،
بل المنغمسون في تأمّل الجبروت، المعرضون عن الشّواغل، يصيبون و هم في الأبدان من
هذه اللّذّة خظّا وافرا، قد يتمكّن منهم، فيشغلهم عن كلّ شىء.
التّفسير: البهجة الحاصلة للنّفوس السعيدة المنزّهة [7] غير مختصّة بما بعد الموت [8]، بل هى حاصلة أيضا قبل الموت. فإنّ
العلماء المحقّقين النّاظرين في الأمور الإلهيّة يجدون عند صفاء أذهانهم عمّا سوى
اللّه، و استغراقها في معرفة اللّه تعالى، من هذه اللّذّات ما لا يمكن وصفها، و
يضيق