نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 577
للمشتهى [1].
و كذا القول في الغضب و الوهم و غيرهما.
و أمّا قوله: «و كمال الجوهر العاقل»
؛ إلى قوله: «تمثّلا لا يمايز الذّات
[2]»؛ فالمراد منه أنّ كمال الجوهر العاقل
[3] أن يصير عالما بهذه المعلومات. ثمّ اشتغل بتعديد [4] تلك المعلومات، و ليس الحاصل إلّا ما
ذكرناه من أنّ كمال الجوهر العاقل [5] أن يصير عالما بالأشياء.
و أمّا قوله: «فهذا هو الكمال الّذى
به يصير الجوهر العقلى بالفعل [6]، و ما سلف فهو [7] الكمال الحيوانى»
؛ فالمراد منه أنّ العلم بالأشياء كمال القوّة
[8] العاقلة. و أمّا الأمور الثّلاثة الّتى قدّمها و هى اللذّة
الشّهوانيّة و الغضبيّة و الوهميّة فهى كمالات حيوانيّة.
و إلى ههنا تمّ الكلام في ذكر الدّلالة على إثبات اللذّة العقليّة؛
لأنّه لمّا ثبت أنّ اللّذّة هى الإدراك و ثبت أنّ الإدراك حاصل بعد المفارقة، ثبت
أنّ اللذّة حاصلة بعد المفارقة [9].
و أمّا قوله: «و الإدراك العقلىّ
خالص إلى الكنه [10]»
؛ إلى قوله: «فبالأشدّ و الأضعف»؛ فالمراد منه ذكر المقدّمة الّتى
بها يظهر كون اللذّة العقليّة [11] أشرف من اللذّة الحسّيّة. و تلك المقدّمة هى أنّ الإدراكات العقليّة
أشرف من [12] الإدراكات الحسّيّة بالوجهين اللّذين
مرّ تقريرهما.
و أمّا قوله: «و معلوم أنّ [13] نسبة اللذّة إلى اللذّة نسبة المدرك
إلى المدرك، و الإدراك إلى الإدراك»
؛ فالمراد منه ظاهر، لكنّه مقدّمة خطابيّة لا برهانيّة.
[الفصل العاشر [فى جواب من يقول: لو كانت هذه العلوم متضمّنة لهذه
اللّذّات فلم لا نجد هذه اللّذّات العظيمة]]
تنبيه [16]:
الآن إذا كنت في البدن و في شواغله و عوائقه، و لم تشتق إلى كمالك [17] المناسب، أو لم تتألّم بحصول ضدّه،
فاعلم أنّ ذلك منك، لا منه. و فيك من أسباب ذلك بعض ما نبّهت عليه.