نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 572
أنّه يمكن أن يذكر [1] رسم اللّذّة بحيث لا يرد عليه شىء من تلك
[2] الأسئلة. و هو أن يقال: اللّذّة إدراك الخير من حيث هو خير، بشرط أن
لا يكون هناك شاغل و لا مضادّ للمدرك. و إنّما شرطنا
[3] عدم الشّاغل لأنّ الممتلىء جدّا يعاف الطّعام اللّذيذ. و إنّما
شرطنا عدم المضادّ [4] لأنّ المريض يعاف الحلو.
ثمّ من المعلوم أنّه متى [5] زال العائق في هاتين الصّورتين عادت الشّهوة و اللّذّة [6]، و حصل التأذّى بفقدان ما يكرهه الآن [7].
[الفصل السابع [فى بيان أنّ الألم لا يحصل مع وجود المؤلم بل مع
إدراكه كاللّذّة]]
تنبيه: و كذلك قد يحضر السبب المؤلم، و تكون القوّة [8] الدّرّاكة
[9] ساقطة، كما في قرب الموت من المرضى، أو معوّقة كما في الخدر، فلا
يتألّم به [10]. فإذا انتعشث
[11] القوّة، أو زال العائق عظم الألم.
التّفسير: لمّا بيّن أنّ الملذّ
[12] قد يحضر [13]
مع أنّه لا يلتذّ به، شرع ههنا في بيان أنّ المؤلم أيضا قد يحضر و لا يتألّم به.
إمّا [14] لسقوط
[15] القوّة، كالمريض عند قرب الموت فإنّه ربّما لا
[16] يحسّ بالآلام العظيمة [17] لسقوط القوّة الدّرّاكة [18]. أو لحضور العائق، كالعضو الخدر فإنّه لا يتألّم من الاحتراق. فأمّا
لو انتعشت [19] القوّة، و
[20] زال العائق، حصل إدراك [21] الآلام العظيمة.