نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 571
[الفصل الخامس [فى دفع إيراد آخر على الحدّ المذكور للّذّة، و هو
أن بعض المرضى قد يكره الحلو و تشتهى الحامض و المزّ مع أنّ الحلو ملائم و الحامض
مناف]]
تنبيه: و اللّذيذ قد يصل فيكره، كراهيّة بعض المرضى للحلو فضلا عن
أن لا [1] يشتهى اشتهاء شايقا [2]. و ليس ذلك طاعنا فيما سلف؛ لأنّه
ليس خيرا في تلك الحال؛ إذ [3] ليس يشعر به الحسّ [4] من حيث هو خير.
التّفسير: الغرض من هذا الفصل ذكر كلام يصلح أن يكون جوابا عن سؤال
شبيه بالسّؤال الأوّل. و بيان السؤال و هو أنّ بعض المرضى قد يكره الحلو، و يتأذّى
بتناوله و يشتهى الحامض و المزّ [5]، مع أنّ الحلو ملائم و الحامض مناف. و أجاب عنه [6]: بأنّه لا نسلّم بأنّ الحلو خير
بالنّسبة إلى مزاجه الّذى له في تلك الحالة، و أنّ الحامض و المزّ [7] شرّ بالنّسبة إليه في ذلك الوقت، فإنّ
اشتهاءه للمزّ [8] و الحامض
[9] أنّما كان لحصول أخلاط رديئة في معدته. فالطّبيعة [10] تشتهى
[11] المزّ [12]
و الحامض لتقطيع [13] ذلك الخلط. و كذلك [14] القول في الجانب الآخر.
[الفصل السادس [فى ذكر رسم اللّذّة بحيث لا يرد عليه شىء من تلك
الأسئلة]]
تنبيه: إذا [15] أردنا أن نستظهر في البيان، مع غناء ما
[16] سلف عنه [17]، إذا لطّف لفهمه زدنا فقلنا:
إنّ اللذّة [18] ادراك كذا، من حيث هو كذا، و لا شاغل و لا مضادّ للمدرك. فإنّه
إذا [19] لم يكن سالما فارغا [20] أمكن أن لا يشعر بالشّرط. أمّا غير
السالم [21] فمثل عليل المعدة إذا عاف الحلو. و
أمّا غير الفارغ فمثل الممتلىء جدّا يعاف الطّعام اللّذيذ. و كلّ واحد منهما إذا
أزال مانعه عادت لذّته و شهوته، و تأذّى [22] بتأخّر ما هو الآن يكرهه.
التّفسير: إنّه لمّا أورد الأسئلة على الحدّ الذى ذكره للّذّة [23] و أجاب عنها، ذكر في هذا الفصل