[الفصل الثّانى و العشرون [فى تفسير معنى عناية اللّه تعالى]]
إشارة: فالعناية هى إحاطة علم الأوّل بالكلّ، و بالواجب أن يكون
عليه الكلّ حتّى يكون على أحسن النّظام. و بأنّ ذلك واجب عنه و عن إحاطته به،
فيكون الموجود وفق المعلوم على أحسن النّظام من غير انبعاث قصد و طلب من الأوّل
الحقّ. فعلم الأوّل بكيفيّة الصّواب في ترتيب وجود الكلّ منبع لفيضان الخير في
الكلّ.
التّفسير: إعلم أنّ في النّمط السادس لمّا أبطل كونه تعالى فاعلا
بالاختيار، و كان المفهوم من العناية هو أن يفعل الفاعل فعلا لينتفع به غيره، و
هذا التّفسير لا يتأتّى مع القدح في كونه تعالى مختارا، لا جرم احتاج إلى تفسير
العناية. و الآن [2] أيضا لمّا قدح في علمه تعالى
بالجزئيّات، و كان ذلك المعنى [3] المتعارف [4]
ممّا لا يستمرّ أيضا مع القدح في العلم [5] بالجزئيّات، لا جرم أعاد تفسير
[6] العناية مرّة أخرى. و التّفسير الّذى ذكره ههنا هو الّذى ذكره هناك من
غير تفاوت أصلا، فلا فائدة في الإعادة [7].
المسئلة الثّامنة[8] فى كيفيّة دخول الشّرّ في القضاء الإلهىّ