نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 519
فى أنّها جسمانيّة، فإنّ الأشياء المختلفة بالماهيّات [1] لا يستبعد اشتراكها في لازم واحد. و
أيضا فلا نسلّم أنّ القوى الجسمانيّة المدركة لا تدرك الضّعيف حال إدراكها [2] القوىّ
[3]، فإنّ القوّة الخياليّة حال ما يتخيّل البحر و الجبل و الشّمس،
يتخيّل البقّة و الذّرّة. و أيضا فلسنا نسلّم أنّ شيئا من القوى المدركة [4] جسمانيّة على ما مرّ تقريره في النّمط
الثّالث.
[الفصل الرّابع [فى بيان الدّليل الثّالث على تعقّل النّفس بذاتها
لا بالآلات و هو: أنّ القوّة العاقلة لو كان إدراكها بواسطة الآلة لما أدركت نفسها
و لا إدراكها لنفسها، و لا آلتها]]
زيادة تبصرة: ما كان فعله بالآلة، و
[5] لم يكن له فعل خاصّ [6]، لم يكن له فعل في الآلة. و لهذا فإنّ القوى الحسّاسة لا تدرك
آلتها [7] بوجه، و لا تدرك إدراكاتها بوجه،
لأنّها لا آلات لها إلى آلاتها و إدراكاتها، و لا فعل لها إلّا بآلاتها. و ليست
القوى العقليّة كذلك فإنّها تعقل كلّ شىء.
التّفسير: هذه حجّة ثالثة على المطلوب المذكور. و تقريرها أنّ القوّة
العاقلة لو كان إدراكها بواسطة الآلة لما أدركت نفسها، و لإدراكها لنفسها [8]، و لا آلتها. و التّوالى الثّلاثة [9] باطلة، فالمقدّم باطل [10].
بيان الشّرطيّة من وجهين: الأوّل؛ أنّ القوّة الحسّاسة [11] لمّا كان إدراكها بواسطة الآلة، لا
جرم ما أدركت [12] ذاتها
[13]، و لا إدراكها [14]، و لا آلتها، فكذا ههنا. الثّانى الآلة يستحيل أن تكون متوسّطة بين
الشّىء و بين [15] نفسه، و بينه و بين إدراكه لنفسه، و
بينه [16] و بين إدراكه
[17] لتلك الآلة، و إلّا لكانت الآلة متوسّطة بين نفسها و بين غيرها [18]، و هو محال. و إذا استحال كون الآلة
متوسّطة بين القوّة و بين هذه الأمور الثّلاثة، و
[19] كان إدراكها لا يتمّ [20] إلّا بتوسّط الآلة، وجب استحالة كون
[21] القوّة مدركة لهذه الأمور الثّلاثة.
[22] فثبت صحّة الشّرطيّة.
و أمّا فساد التّوالى فظاهر. هو لأنّا
[23] نعلم بالضّرورة أنّ قوّتنا العاقلة تدرك نفسها، و إدراكها