نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 505
لا تنعكس كلّيّة [1]، فلا يلزم أن يقول: هذان الاعتباران في العلّة
[2] لا بدّ و أن يكونا مصدرين للمعلولين
[3] المختلفين. و [4] تحقيقه و هو أنّ كلّ عقل يخالف
[5] بماهيّته [6]
سائر العقول؛ و إذا كان كذلك فمن المحتمل أن يكون
[7] ماهيّة عقل بحيث يقتضى معلولا، و ماهيّة العقل الأخير [8] يكون مخالفة لماهيّة [9] الأوّل، فلا يقتضى ما فيه من الإمكان
و الوجود [10] شيئا.
و لقائل أن يقول: فإذا [11] لم يجب من حصول الاعتبارين في العقل حصول المعلولين [12] عنه، فلم لا يجوز أن يقال [13]: العقل الأوّل و إن حصلت الجهتان فيه
لكنّه لا يكون علّة لمعلولين [14]، بل يحصل عنه عقل واحد، و من ذلك الواحد عقل آخر، و هلمّ جرّا على
هذا إلى ما شاء اللّه. ثمّ بعده يوجد العقل الّذى يصدر عن وجوده و إمكانه فلك و
عقل. ثمّ إنّ العقل الّذى هو علّة الفلك [15] الأخير و إن لم يصدر عنه فلك لكنّه يصدر عنه عقل آخر، و هلمّ جرّا
إلى ما شاء اللّه [16]. و بالجملة فالعقول المساوقة [17] للأفلاك تكون متوسّطة [18] بين العقول
[19] المفردة، أو يكون [20] الأمر كذلك [21] فى أحد الطّرفين، أو يكون الأمر
[22] كذلك في بعض الوسائط دون البعض
[23]. و على هذا التّقدير بطل ما يذكرونه من أنّ مراتب العقول بحسب مراتب
الكرات. و هذا السؤال قد مرّ ذكره مرّة لكنّا أعدناه ههنا لأنّه كان له مزيد
توجّه [24] على كلام الشّيخ ههنا.
[الفصل الحادى و الأربعون [فى بيان ترتيب العقول و السماوات]]
تذكير: فالأوّل يبدع جوهرا عقليّا، هو بالحقيقة مبدع، و بتوسّطه
جوهرا عقليّا، و جرما سماويّا. و كذلك عن ذلك الجوهر العقلى حتّى تتمّ الأجرام
السماويّة، و تنتهى إلى جوهر عقلىّ