نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 448
لأنّا بيّنّا أنّ العالى لا يفعل لأجل السافل، بل المقصود هو
التّشبّه بالعقل [1] فى كونه
[2] مبدءا لفيضان الخيرات [3] على ما تحته [4] من غير طلب و لا شوق [5].
و أمّا قوله: «و مبدأ ذلك في أحوال
الوضع الّتى هى هيئات فيّاضة»
إلى آخره؛ فمعناه أنّ ذلك الأمر الّذى به
[6] يحصل تشبّه [7] الفلك بالعقل ليس إلّا استخراج
[8] الأيون و الأوضاع من [9] القوّة إلى الفعل. و اعلم أنّ هذا أيضا دعوى مجرّدة فإنّهم ما
أقاموا على حصر المقولات حجّة قطعيّة. و بتقدير ذلك فما أقاموا على حصر كلّ واحد
منها [10] فى أنواع معدودة
[11] حجّة قطعيّة. و إذا كان كذلك
[12] فلا بدّ لهم [13] من دلالة قاطعة على أنّه لا صفة يمكن أن يتشبّه الفلك فيها بالعقل
المجرّد إلّا الحركة، و هم ما ذكروه.
ثمّ إنّا نعيّن [14] ذلك تبرّعا فنقول: لم لا يجوز أن يكون مطلوبه من ذلك استخراج
التّعقّلات الجزئيّة من القوّة إلى الفعل؟ بل هذا أولى؛ لأنّ من أخذ يعدو في
العالم و يقول: غرضى استخراج الأيون من القوّة إلى الفعل؛ عدّ عابثا [15] مجنونا. و لو قال: غرضى استخراج
التّعقّلات من القوّة إلى الفعل؛ عدّ عاقلا حصيفا
[16]. و اعلم أنّ تقسيمهم في هذه الطّريقة
[17] منتشر [18]
جدّا، و إبطالهم لما عدا القسم المطلوب لهم
[19] ضعيف. و بالجملة فكلامهم في هذه الطّريقة في غاية الرّكاكة. و
باللّه التّوفيق.
[الفصل الثّانى عشر [فى بيان كثرة العقول]]
تنبيه: لو كان المتشبّه به [20] واحدا، لكان التّشبّه في جميع السماويّة
[21] واحدا، و هو مختلف. و لو كان لواحد منها بالآخر مشابهة [22]، لشابهه في المنهاج. و ليس [23] كذلك إلّا في قليل.
[1] - المقصود هو التّشبّه بالعقل: التّشبّه بالعقل هو المقصود ط،
م، مص.