responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 407

و اعلم أنّ صريح العقل ما قضى بوجود الإمكان في الخارج، و لكنّه قضى بإمكان الوجود في الخارج‌ [1]. و الّذى ذكره‌ [2] من أنّه: لا فرق بين‌ [3] عدم الإمكان و بين‌ [4] إمكان العدم و إلّا لزم وقوع التّفرقة فى العدمات‌ [5]، فهو منقوض بالامتناع. و لأنّا نعلم بالضّرورة امتياز بعض العدمات‌ [6] عن البعض، فإنّ عدم السبب و الشّرط يقتضى عدم المسبّب و المشروط، و عدم المسبّب و المشروط [7] لا يقتضى عدم السبب و الشّرط. و لو لا التّميّز في العدمات‌ [8] و إلّا لما عقل ذلك.

ثمّ لئن سلّمنا كون الإمكان أمرا وجوديّا و أنّه يلزم افتقاره إلى المادّة؛ و لكنّه منقوض على أصولهم بالعقول المفارقة و النّفوس النّاطقة. فإنّها [9] ممكنة الوجود، و إمكانها غنىّ عن الهيولى. و كذا الهيولى ممكنة لذاتها و [10] لا حاجة بها إلى هيولى أخرى، فكذا [11] ههنا.

لا يقال: هذه الأشياء إمكاناتها حاصلة فيها؛ لأنّها [12] أزليّة، و أمّا الحوادث فإنّها معدومة قبل حدوثها فلا يمكن أن يكون إمكاناتها حاصلة فيها؛ لأنّا نقول: لو كان الأمر كما قلتموه لكانت إمكاناتها مفتقرة إليها، و الشّى‌ء لا يتّصف بصفة موجودة إلّا بعد دخوله في الوجود، فيكون وجودها شرطا في اتّصافها بتلك الإمكانات. لكن اتّصافها بتلك الإمكانات ليس بالفاعل، بل بذواتها [13]. و ما كان شرطا للأمر اللّازم للشّى‌ء لذاته، كان أولى أن يكون لازما لذاته؛ فيكون وجود هذه الأشياء لازما لذواتها من حيث هى هى، فتكون واجبة. فيكون الممكن لذاته واجبا لذاته؛ هذا خلف.

لا يقال: إنّا لا ندّعى أنّ الإمكان اللّازم لماهيّات الممكنات مفتقر إلى المادّة، بل نقول: كلّ حادث ما [14] لم يصر أولى بالوجود لم يوجد؛ لأنّه لو بقى على ما كان عليه‌ [15] قبل، من‌ [16] الاستواء في الوجود و العدم كان وقوعه في هذا الوقت دون ما قبله و ما بعده ترجيحا لأحد طرفى الممكن على الآخر من غير مرجّح؛ و إنّه‌ [17] محال. فثبت أنّه لا يحدث الشّى‌ء إلّا إذا صار قبل ذلك أولى بالوجود،


[1] - فى الخارج:+ كما أنّه قضى بامتناع الوجود في الخارج لا بوجود الامتناع في الخارج م، مج:+ كما أنّه قضى بامتناع الوجود في الخارج ط.

[2] - ذكره: ذكروه م، مج.

[3] - بين: من مص.

[4] - بين: من مص.

[5] - العدمات: العدميّات ط.

[6] - العدمات: العدميّات ط.

[7] - عدم المسّبب و المشروط: عدمهما ط.

[8] - العدمات: العدميّات ط.

[9] - فإنّها: فإنّهما م.

[10] - و: أو مص.

[11] - فكذا: فكذلك مص.: هكذا مج.

[12] - لأنّها: فإنّها ط.

[13] - بذواتها: لذواتها م، مج.: لذاته ط.

[14] - ما: فما مص.: ممّا ط.

[15] - عليه:+ من مج.

[16] - قبل من: من قبل مص.

[17] - إنّه: هو ط، م.

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست