نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 399
الماهيّة يستحيل أن يكون لبعضها تقدّم
[1] بالذّات على البعض. و إن كانت مختلفة لزم أن يكون انفصال بعضها عن
البعض بالفعل، و قد فرض بالقوّة؛ هذا خلف.
الثّانى؛ سلّمنا [2] صحّة كون بعض أجزاء الزّمان سابقا على البعض لذاته، و لكن بهذا
البيان الّذى ذكرتموه [3]
عرفنا أنّه ليس كلّ ما كان سابقا على [4] غيره [5]
لذاته، فإنّه يصحّ أن يوجد معه. بل [6] تارة [7]
يصحّ فيه [8] ذلك كالعلّة مع المعلول و أيضا الواحد
مع الاثنين؛ و تارة [9]
لا يصحّ ذلك فيه كتقدّم أجزاء الزّمان بعضها على البعض. و عرفنا أنّ هذا النّوع من
التّقدّم لا يتوقّف تحقّقه [10] على حصول زمان محيط [11] به. فإذا [12]
كان كذلك فلم لا يجوز أن يقال: تقدّم عدم الحادث على وجوده واقع على هذا الطّريق؟
و حينئذ يبطل ما ذكرتموه بالكلّيّة.
و عن الثّانى أيضا من وجهين:
الأوّل: أنّ [13] قولنا في اليوم أنّه متأخّر عن الأمس ليس هو أنّه لم يوجد معه؛ لأنّ
اليوم أيضا لم [14] يوجد مع الغد، و اليوم غير متأخّر عن
الغد. بل المعنى بقولنا اليوم متأخّر عن الأمس
[15] أنّه [16]
لم يوجد حين كان الأمس حاضرا. و [17] لفظة كان مشعرة بحصول الأمس في زمان مضى
[18]، و أنّ اليوم ما حصل معه في ذلك الزّمان، و حينئذ يلزم أن يكون
للزّمان زمان آخر [19].
و الثّانى؛ سلّمنا [20] أنّ المعقول من تأخّر اليوم عن الأمس هو أنّه لم يوجد مع الأمس، لكن
لا بدّ من البحث عن ماهيّة هذه المعيّة. و لا يمكن أن يكون المرجع بها [21] إلى ذاتيهما لما بيّنّا أنّ المعيّة
إضافة [22] عارضة لكلّ واحد
[23] منهما بالنّسبة إلى الآخر، و العوارض متأخّرة، و المتأخّر عن
الشّىء ليس عين ذلك الشّىء. فإذن المعقول من قولنا: اليوم ما حصل مع الأمس؛
أنّه [24] ما حصل في الزّمان الّذى حصل فيه
الأمس؛ و حينئذ يعود التّسلسل. و لا دافع لهذه الإشكالات إلّا أن يقال: القبليّة،
و