نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 379
مساوية لوجودات هذه [1] الممكنات في الحقيقة. و حينئذ لا يبقى إلّا أحد المذهبين الآخرين:
أحدهما؛ القول بأنّ لفظ الموجود
[2] على الواجب و الممكن بالاشتراك اللّفظى. و ثانيهما؛ أنّ وجود اللّه
تعالى صفة مقارنة لحقيقة أخرى. و الشّيخ لا يرضى بهذين القولين. و إن لم يلزم من
الاختلاف في اللّوازم الاختلاف في الملزومات، بطل الاستدلال
[3] بالكلّيّة على ما مرّ بيانه.
و لمّا فرغ من [4] تقرير هذا الأصل قال: «فواجب الوجود لا يشارك
[5] شيئا [6]
فى معنى [7] جنسىّ و لا نوعىّ، فلا يحتاج إلى أن
ينفصل عنها بمعنى [8] فصلىّ أو عرضىّ، بل هو ينفصل بذاته.
فذاته ليس [9] لها حدّ، إذ ليس لها جنس و لا فصل [10]»؛ و اعلم أنّ هذا الفصل غنىّ عن
التّفسير [11]. و لكن فيه إشكال من وجهين:
الأوّل؛ أنّ قوله: «إنّه تعالى منفصل عن غيره بذاته»؛ لا يستقيم على
قوله: «لأنّ ذاته تعالى إذا كانت مساوية لسائر الموجودات
[12] فى طبيعة الوجود»؛ و عنده أنّ امتياز الأشياء المتساوية في تمام
الماهيّة بعضها عن البعض لا بدّ و أن يكون بأمر خارج، وجب أن يكون انفصال ذاته
تعالى عن سائر الموجودات [13] بأمر زائد. و قد التزم هذا [14] فى إلهيّات الشفاء فقال: الوجود لا بشرط أمر مشترك بين [15] الواجب و الممكن، و الوجود [16] بشرط لا هو ذات واجب الوجود و حقيقته.
و هذا يقتضى أن يكون امتياز ذاته تعالى عن غيره بهذا القيد السلبى.
الثّانى؛ أنّ قوله: «فذاته تعالى ليس له
حد، إذ ليس لها جنس و فصل»
؛ مبنىّ على أنّ الحدّ لا يحصل إلّا من الجنس و الفصل، و قد بيّنّاه
في المنطق ما فيه من البحث.
[الفصل الخامس و العشرون [فى نفى أن يكون الجوهر جنسا للواجب]]
وهم و تنبيه: ربّما ظنّ أنّ معنى الموجود
[17] لا في موضوع، يعمّ الأوّل و غيره عموم الجنس،