التّفسير: لقائل أن يعترض على هذا العنوان، فيقول: لو كان للوجود، من
حيث هو وجود، علّة، لكان واجب الوجود مفتقرا
[2] إلى العلّة لكونه موجودا. و جوابه: أنّه لا يلزم من قولنا: للوجود
علّة؛ قولنا: الوجود من حيث هو وجود له علّة. بل يحتمل أن يكون افتقاره إلى العلّة
لا لكونه وجودا فقط، بل لكونه وجودا مع قيد آخر. و لفظة الوجود لفظة مهملة، فلا
تقتضى الكلّيّة، فاندفع السؤال.
و اعلم أنّ المطالب المقصودة بالذات من هذا النّمط ثمانية:
الأوّل: الرّدّ على من زعم أنّ ما
[3] لا يكون محسوسا لا يكون معلوما و لا متصوّرا.
الثّانى: تفصيل القول في العلل.
الثّالث: إثبات واجب الوجود.
الرّابع: وحدة واجب الوجود.
الخامس: تنزيه [4] ذات واجب الوجود [5] عن الكثرة. و يندرج فيه أنّه غير مركّب من الجنس و الفصل، و لا من
الأجزاء العقليّة، و لا من الأجزاء الحسّيّة.
الثّامن: بيان أنّ إثبات واجب الوجود و إثبات صفاته بالطريق المذكور
أجود من إثباته تعالى
[1] - من أوّل النّمط الرّابع إلى قوله «و أمّا إن لم يكن بين
الجزئين ملازمة فإن كان» (ص 366 س 13) مفقودة من نسخة ط فاستدرك بخطّ جديد مع
أغلاط و إسقاطات.