نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 272
فيه [1]
فهو أنّ في [2] الفكر يوضع
[3] المطلوب أوّلا، ثمّ يطلب الحدّ الأوسط الّذى ينتجه ثانيا، فربّما
يجده الطّالب فحينئذ ينتقل منه إلى المطلوب، و ربّما لا يجده و حينئذ يثبت فكره. و
أمّا في الحدس يقع [4]
الحدّ الأوسط في الذّهن أوّلا، ثمّ ينساق الذّهن منه إلى المطلوب. و قد يكون ذلك
بغير شوق منه إلى تحصيل ذلك [5] الوسط، فحينئذ يكون الشّعور بالوسط متقدّما على الشّعور بالمطلوب [6]. و قد يكون لأجل شوق منه إلى تحصيله،
فيكون الشّعور بالوسط [7]
متأخّرا عن الشّعور بالمطلوب، إلّا أنّ حصول الوسط في الذّهن [8] لا يتأخّر عن حصول الشّوق إلّا قليلا
إلى تحصيله [9]، و في الفكر يتأخّر كثيرا [10].
إشارة: و لعلّك تشتهى زيادة دلالة على القوّة [12] القدسيّة و إمكان وجودها، فاسمع.
ألست تعلم أنّ للحدس وجودا، و أنّ للنّاس فيه مراتب؟ و في الفكر: فمنهم غبىّ لا
يعود عليه الفكر برادّة [13]؛ و منهم من له فطانة إلى حدّ ما و يستمتع [14] بالفكر، و منهم من هو [15] اثقف من ذلك و له إصابة في
المعقولات بالحدس. و تلك الثّقافة غير متشابهة
[16] فى الجميع بل [17] ربّما قلّت و ربّما كثرت. و كما أنّك تجد جانب النّقصان منتهيا
إلى عديم الحدس، فأيقن أنّ الجانب الّذى يلى الزّيادة يمكن انتهاؤه