[الفصل الحادى عشر [الدليل على أنّ الجسم المحدّد للجهات يصحّ
عليه أن يتحرّك بالاستدارة]]
إشارة: الجسم المحدّد للجهات ليس بعض أجزائه الّتى تفرض أولى بما
هو عليه من الوضع و المحاذاة من بعض، فلا يكون شىء من ذلك واجبا لشىء منها، فهى
لعلّة، و النّقلة عنها جائزة؛ فالميل فى طباعها واجب. و ذلك بحسب ما يجوز فيها من
تبدّل الوضع دون الموضع [3]، و ذلك على الاستدارة، ففيه ميل مستدير.
الأوّل [5]؛
أنّ الجسم المحدّد للجهات يصحّ عليه أن يتحرّك بالاستدارة. و الدّليل عليه: أنّه
بسيط، و كلّ بسيط يصحّ عليه الحركة المستديرة، فالمحدّد
[6] يصحّ عليه الحركة المستديرة. أمّا أنّه بسيط، فما ذكر في الكتاب
برهانا عليه. و المشهور فيه: أنّ كلّ مركّب فإنّه يصحّ عليه الانحلال، و ذلك لا
يتأتّى إلّا بالحركة المستقيمة، فكلّ مركّب فلا بدّ و أن يصحّ عليه الحركة
المستقيمة. فينعكس انعكاس النّقيض: أنّ كلّ ما لا يصحّ عليه الحركة المستقيمة لا
يكون مركّبا. لكنّ المحدّد [7] لا يصحّ عليه الحركة المستقيمة، على ما مرّ بيانه في هذا الباب [8]. فوجب أن لا يكون مركّبا. و الشّيخ
إنّما ترك البرهان على هذا المطلوب لأنّه أبطل صحّة الحركة المستقيمة على المحدّد،
و بطلان ذلك يوجب بطلان كونه مركّبا بهذا الطريق، فلا جرم لم يشتغل به.
لا يقال: ما الدّليل على أنّ كلّ مركّب يصحّ عليه الانحلال؟ و لم لا
يجوز أن يكون حقيقة كلّ جزء من أجزاء ذلك المركّب يقتضى أن يكون سطحه متّصلا بسطح
الجزء الآخر اتّصالا يمتنع زواله؟