responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 140

ميل عائق عنها، فكذلك تقتضى توقّف الحركة الطّبيعيّة على وجود ميل عائق عنها. و بيانه: أنّ الحركة الطّبيعيّة لو خلّت عن العائق، لوقعت لا محالة في زمان. و لو وجدت مع العائق لوقعت في زمان أطول من الأوّل، و لكان للزّمان‌ [1] الأوّل إلى الثّانى نسبة. فلو وجد [2] عائق نسبته إلى العائق الأوّل نسبة زمان الحركة الخالية عن العائق إلى زمان الحركة مع العائق القوىّ، لزم أن تكون الحركة مع العائق كهى لا مع العائق؛ هذا محال. فقد بان أنّ البيان الّذى ذكروه في أنّ الحركة القسريّة لا توجد بدون ميل عائق، حاصل بعينه في الحركة الطّبيعيّة. فالأرض‌ [3] إذا تحرّكت بطبعها سفلا يجب أن يكون فيها ميل عائق.

لكنّ الميل العائق للحركة [4] إلى السفل لا يكون ميلا إلى السفل بل إلى جهة أخرى. فيلزم أن يكون في الأرض ميل بالطّبع لا إلى السفل. و ذلك باطل بالاتّفاق.

لا يقال: الحركات الطّبيعيّة لا بدّ و أن تقع في مسافة مملوءة، و لا بدّ لها من خرق اتّصال ذلك الملاء [5]، فتحصل المعاوقة بسبب ذلك. و لأجل ذلك قلنا: لو لا الملاء لوقعت الحركة لا في زمان؛ لأنّا نقول: هذا اعتراف بأنّ ملاء المسافة كاف في هذه المعاوقة، و أنّه لا حاجة بالجسم في قبول الحركة القسريّة إلى معاوق آخر سواه، و هو يبطل ما أرادوه.

ثمّ التّحقيق، و هو أنّهم جعلوا الجسم الخالى عن الميل المعاوق خاليا عن المعاوق. و هو تحكّم، لأنّ الميل معاوق خاصّ‌ [6]، و لا يلزم من عدم معاوق خاصّ عدم مطلق المعاوق‌ [7] بدليل أنّ كون المسافة مملوءة عائق أيضا. و إذا كان كذلك لم يلزم من خلوّ الجسم عن الميل خلوّه عن المعاوق. و أيضا فالقوّة المؤثّرة في تحريك الفلك على الاستدارة يلزم توقّف تأثيرها في الحركة على حصول هذا الميل العائق‌ [8]. لكن ذلك باطل، لأنّ ذلك الميل‌ [9] إن كان طبيعيّا كانت الصّورة الفلكيّة علّة للحركة و للميل العائق‌ [10] عنها، فتكون علّة لأمرين متقابلين‌ [11] معا؛ و ذلك محال. و إن لم يكن طبيعيّا كان جائز الزّوال عن الفلك مع بقاء طبيعة الفلك. لكن قبول‌ [12] الحركة مشروط بوجود الميل العائق، فإذا كان الشّرط ممكن الزّوال، كان المشروط أيضا كذلك. فيلزم جواز السكون على‌


[1] - للزّمان: الزّمان م.

[2] - فلو وجد: فلو وجدنا مج.

[3] - فالأرض: كالأرض م.

[4] - للحركة: من الحركة مج.

[5] - الملاء: الماء مص.

[6] - الميل معاوق خاصّ: الميل معاوق ما مح.

[7] - مطلق المعاوق: معاوق مطلق مج.

[8] - العائق: المعاوق مص.

[9] - ذلك الميل: الميل م.

[10] - العائق: المعاوق مص.

[11] - لأمرين متقابلين: الأمرين المتقابلين مج.

[12] - قبول: طبيعة مج.

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست