responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 103

وهم و تنبيه [في أن ما سبق إلى أوهام الجمهور في احتياج المفعول إلى الفاعل‌]

إنه قد سبق إلى الأوهام العامية أن تعلق الشي‌ء الذي يسمونه مفعولا بالشي‌ء الذي يسمونه فاعلا هو من جهة المعنى الذي يسمونه [يسمى به خ‌] العامة المفعول مفعولا و الفاعل فاعلا. و تلك الجهة أن ذلك أوجد و صنع و فعل و هذا أوجد و فعل و صنع، و كل ذلك يرجع إلى أنه قد حصل للشي‌ء من شي‌ء آخر وجود بعد ما لم يكن، و قد يقولون:

إنه إذا اوجد فقد زالت الحاجة إلى الفاعل حتى أنه لو فقد الفاعل جاز أن يبقى المفعول موجودا كما يشاهدونه من فقدان البناء و قوام البناء، و حتى أن كثيرا منهم لا يتحاشى أن يقول: لو جاز على الباري تعالى العدم لما ضر عدمه وجود العالم لأن العالم عنده إنما احتاج إلى الباري تعالى في أن أوجده أي أخرجه من العدم إلى الوجود حتى كان بذلك فاعلا فإذا قد فعل و حصل له الوجود عن العدم فكيف يخرج بعد ذلك إلى الوجود عن العدم حتى يحتاج إلى الفاعل، و قالوا: لو كان يفتقر إلى الباري تعالى من حيث هو موجود لكان كل موجود مفتقرا إلى موجد آخر، و الباري أيضا موجود و كذلك إلى غير النهاية. و نحن نوضح الحال في كيفية ذلك و فيما يجب أن يعتقد في هذا.

تنبيه [في معنى الوجود بعد العدم‌]

يجب علينا أن نحلل معنى قولنا: صنع و فعل و أوجد إلى الأجزاء البسيطة من مفهومه، و يحذف منه ما دخوله في الغرض دخول عرضي فنقول إذا كان شي‌ء من الأشياء معدوما ثم إذا هو موجود بعد العدم بسبب شي‌ء ما فإنا نقول له: مفعول. و لا نبالي الان [لأن خ‌] كان أحدهما محمولا عليه الآخر مساويا أو أعم أو أخص حتى يحتاج مثلا إلى أن يزاد فيقال: موجود بعد العدم بسبب ذلك الشي‌ء بتحرك من الشي‌ء و بمباشرة و بآلة و بقصد اختياري [أو غيره‌] أو بطبع أو تولد أو غير ذلك أو بشي‌ء من‌

نام کتاب : الإشارات و التنبيهات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست