المسلمين والمؤمنين فالآية تحدّد جملة من المسؤوليات والوظائف والواجبات العامّة الملقاة على عموم المسلمين من دوام الإعداد لازدياد القوّة والقدرة ودوام تفوّق المسلمين والمؤمنين في القوّة في جميع المجالات.

ومن تلك الواجبات أيضاً دوام إيجاد الرعب والخوف لدى العدو من كيان المسلمين وهذا الرعب والخوف من أن يعتدي عليهم لا الخوف من عدوان المسلمين عليه.

وهذه الواجبات في الحقيقة نمط من الدفاع غير المصطلح في الباب الفقهي الّذي هو في مقابل خصوص الحرب العسكريّة الّتي يشنّها العدو على المسلمين، وهو في الاصطلاح الحديث من الدفاع الاستباقي. ولأجل ذلك استدلّ جملة من الأعلام والمحققين على وجوب إقامة النظام الإسلامي أو الإيماني العادل بوجوب الدفاع عن بيضة المسلمين والمؤمنين وحومتهم كالشيخ إسماعيل الغروي المحلّاتي الّذي كان من روّاد النهضة الدستوريّة في النجف في رسالته اللئالى المربوطة في وجوب المشروطة وأشار إليه الميرزا النائيني وغيره وهم يريدون بذلك الدفاع الاستباقي لا الجهاد الدفاعي المصطلح.

ومن ذلك يتبين أنّ إقامة النظام الإسلامي العادل كما يحمي بيضة المسلمين والمؤمنين تؤدّي به هذه الواجبات العامّة، كذلك تتأدّى به واجبات عامّة أخرى وهي: إقامة العدل والقسط ونشر الحقّ وإزاحة الباطل.

وكذلك واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الصعيد السياسي والاجتماعي وكلّ مجالات الشؤون العامّة ولا يخفى أنّ إقامة النظام والقوى لا تنحصر بالنظام الرسمي المعلن بل يشمل كلّ الأنظمة والنظم الاخرى وأشكال الحكومة الّتي أشرنا إليها في الجزء السابق.