لعلّ الكثير من الفقهاء والمفسرين يُدرج الآية الشريفة في آيات الجهاد الدفاعي ويربطها بموارد الحرب العسكريّة الّتي يشنّها العدوّ على المسلمين؛ وهذا المورد وإن كان من موارد الآية إلّاأنّ مفاد الآية أوسع وأعمّ من ذلك، فإنّ الأمر بأعدّوا لهم ما استطعتم لا يختصّ بحالة الهجوم العسكري على المسلمين بل هو أمر دائم دائب في وجوب مواصلة الإعداد الذاتي للقوى والقدرة في جميع الأصعدة لكيان المسلمين وكيان المؤمنين. وهذا الوجوب كفائي يتحمّل مسؤوليته الجميع كلّ من موقعه ومجاله ولا يسقط بحال، لأنّ الإعداد المطلوب لا ينتهي إلى حدّ بل هو واجب ولازم على طوال الحياة للأمّة الإسلاميّة وجماعة المؤمنين ما بقي الدهر إلى يوم القيامة وقد حذرت الآية أنّ الغاية لتعالي القوّة والاقتدار هو كونه قوّة رادعة للأعداء والطامعين من أن يتعدّوا أو يعدوا على كيان الإسلام والمسلمين والمؤمنين في أيّ مجال من المجالات.
فرهبتهم ورعبهم الرادع لهم عن العدوان ناشئ من علوّ قدرة واقتدار كيان