وقد جاء في نهج البلاغة في عهده عليه السلام إلى مالك الأشتر:
«وَإِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ
، وَاعْدِلْ عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحارِكَ
، فَإِنَّ في ذلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ
، وَرِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ
، وَإِعْذَاراً تَبْلُغُ بِهِ حاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ».
وَأَمّا بَعْدُ
، فَلَا تُطَوِّلَنَّ احْتِجابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ
، فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ
، وَقِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ؛ وَالْإِحْتِجابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ ما احْتَجَبُوا دُونَهُ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ...
وَأَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَماءِ
، وَمُناقَشَةَ الْحُكَماءِ
، في تَثْبِيتِ ما صَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ بِلَادِكَ
، وَإِقامَةِ ما اسْتَقامَ بِهِ النّاسُ قَبْلَكَ».