حقيقة الشورى في رؤية أهل البيت عليهم السلام عند الشيخ المحلّاتي

إنّ هناك صيغة بيّنها المرحوم الشيخ إسماعيل المحلاتي في كتابه اللئالي المربوطة في وجوب المشروطة الّذي سلّط الضوء فيه على بيان الملكيّة الدستوريّة وهو ما يعرف بالثورة الدستوريّة والثورة المشروطة في إيران فإنّه أبدى تفسيراً بديعاً للشورى في قوله تعالى: (وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) قال:

«أنّ المراد بذلك هو قيام الأمّة ولا سيّما النخب منها بالرقابة والمراقبة لمسار النظام الحاكم، وذلك عبر آليّات متعدّدة من مؤسّسات ومجالس ومراكز استشارية نظير المجالس النيابيّة ومراكز الدراسات وغيرها من النوافذ والهيئات الّتي يتمّ بها مداولة الامور العامّة في كلّ مجال بحسبه، وتتبادل فيها الآراء والمعلومات والخبرات ليتمّ الوقوف على الرؤية الناضجة والكاملة المحيطة بجهات الواقع المختلفة المتعددة.

فالمشورة هي السبيل للانفتاح على التجارب والخبرات والمشاهدات من الزوايا المتعدّدة لجهات الواقع، كي تتكامل الرؤية وتتّسع وتكون شاملة وصائبة وأقرب لإدراك الواقع.

وبالتالي يكون ذلك سبيل لشيوع الرؤية الصائبة والنظرة الحقيقيّة ومسار الحق لدى عامّة النخب ومن ثم لدى عامة طبقات الناس.