آفات سدّ باب الاجتهاد في الرجال

إنّ الواعز لوضع هذه الدراسة في انفتاح باب الاجتهاد في علم الرجال، والانتباه إلى أنّ منهج الاعتماد على أقوال الرجاليين كأمارة تامة في الواقع تقليد عنهم، والدافع لنقد تضعيفات النجاشي والجرح عند الرجاليين لدينا هو الإيقاظ من غفلة منهجيّة متفشّية في الوسط العلمي فضلًا عن الأوساط الثقافية؛ ألا وهي الاقتصار على الأصول الرجالية الستّة أو على رأي المشهور من الرجاليين في حسم نتائج الجرح والتعديل كما نسج على ذلك العلّامة المجلسي قدس سره في كتابه «مرآة العقول» حيث صنّف اعتبار الرواية بلحاظ طريقها في أحد أقسام الحديث من الصحيح أو الموثّق أو الحسن أو الضعيف بحسب رأي مشهور الرجاليين، أو الأشهر عندهم، أو الأكثر؛ وقيّد ذلك في كثير من المواضع أن ما ذكره من وصف الطريق وتصنيفه مبتن على رأي المشهور، والمراد من المشهور مشهور المتأخرين ومتأخريهم لا مشهور القدماء؛ فيصرّح بأنّه على مبنى المشهور لا المبنى الذي يعتمده وكذلك صنع في كتابه «ملاذ الأخيار» في شرح التهذيب ومضى في ذلك والده قدس سره في كتابه «روضة المتقين» في شرح من لا يحضره الفقيه.