بل يظهر للمتتبّع أنّ الصادق عليه السلام كان يألف ويستأنس به ويخصّه بإلقاء المطالب العالية ولم يعهد أنه عليه السلام فعل بخطابي قليلًا ممّا فعل به [1].

الرابعة: أنّ هناك رواية صحيحة عن البزنطي قال: سألت الرضا عليه السلام عن قبر أمير المؤمنين عليه السلام قال: ما سمعت من أشياخك، فقلت له: حدّثنا صفوان بن مهران عن جدّك عليه السلام أنه دفن في نجف الكوفة ورواه بعض أصحابنا عن يونس بن ظبيان بمثل هذا ...» [2].

فترى أنّ البزنطي عدّه من مشايخه في الرواية في محضره عليه السلام ولم ينكره الإمام وهو لا يجتمع مع خبر اللعن المتقدّم كما ذكره الميرزا النوري [3].

ثم قال الكشي: «حدثني أحمد بن علي قال: حدثني أبو سعيد الآدميّ عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حمّاد عن ابن فضّال عن غالب بن عثمان عن عمّار بن أبي عنبسة قال: هلكت بنت أبي الخطّاب فلما دفنها اطّلع يونس بن ظبيان في قبرها فقال: السلام عليك يا بنت رسول اللَّه» [4].

ويلاحظ على هذا الخبر أيضاً ما تقدم على الخبر السابق ويضاف على كل منها نقطة خامسة: ما سيأتي من أخبار المدح له في عهد المنصور، إذ الصادق عليه السلام لم يقدم إلى العراق إلّافي عهده وقد روى يونس عنه عليه السلام في الحيرة والنجف كما سيأتي في الروايات وأجابه عليه السلام ما يظهر أنه من خواصّه مع أنّ أبا الخطاب قد قتل في أوائل الدولة العباسية كما ذكر ذلك الميرزا النوري [5].

[1] - خاتمة المستدرك 9/ 237 و 238.

[2] - قرب الاسناد/ 367 رقم 1315.

[3] - خاتمة المستدرك 9/ 239- 240.

[4] - رجال الكشي/ 430 رقم 674.

[5] - خاتمة المستدرك 9/ 243.