يرتض كلّ ما قال ابن الغضائري لفساد ما زعمه ورغم ذلك وافقه في المآل ولم يحد عن طريقته.

قال عنه المجلسي الأول في مشيخة الفقيه: «له كتاب رواه أحمد البرقي وذكر الكتاب الكليني في الأصول وأكثره من الدقيق لكنه مشتمل على علوم كثيرة ولما لم يصل إليه أفهام بعض إليه ردّه بأنّه مضطرب الألفاظ رواه أحمد بن محمد بن عيسى» [1].

وقال المجلسي الثاني في مرآة العقول: «لكن يظهر من كتب الرجال أنّه لم يكن لتضعيفه سبب إلّارواية هذه الأخبار العالية الغامضة التي لا يصل إليها عقول أكثر الخلق والكتاب كان مشهوراً عند المحدثين وأحمد بن محمد روى هذا الكتاب مع أنّه أخرج البرقي عن قم بسبب أنه كان يروي عن الضعفاء، فلو لم يكن هذا الكتاب معتبراً عنده لما تصدّى لروايته والشواهد على صحّته عندي كثيرة» [2].

هذا وقد ذكر الشيخ النمازي في مستدركاته جملة من رؤساء الطائفة ممّن روى كتابه واعتمده فقد مرّ في طريق النجاشي اعتماد الحميري القمي وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري وفي طريق الشيخ ابن الوليد والصفّار وأحمد بن إسحاق وقد اعتمد الكليني كتابه برمّته وأورده في الكافي [3] كما قد روى عنه محمّد بن يحيى العطار عن ابن عيسى الأشعري عنه [4].

[1] - روضة المتقين 14/ 352.

[2] - مرآة العقول 3/ 62.

[3] - الكافي 1/ 242/ كتاب الحجة/ باب شأن إنّا أنزلناه.

[4] - الكافي 1/ 532.