الثاني: أنّ النجاشي قد وثّق يحيى بن سعيد القطّان فقال عنه: «يحيى بن سعيد القطان أبو زكريا عامي ثقة روى عن أبي عبد اللَّه نسخة» ثم ذكر طريقه إليه.

وكلامه يشعر باعتماده عليه وهو من أئمة الحديث والرجال والحفّاظ عند العامّة وصاحب جرح وتعديل مع أنّ يحيى هذا من النواصب فقد ذكر المزّي والذهبي أنّه سئل يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد فقال: في نفسي منه شيء قلت: فمجالد؟ قال: مجالد أحبّ إليّ منه» [1].

ومجالد هذا من الضعفاء المشهورين بل قد ضعّفه يحيى بن سعيد نفسه وهذا يدلّ على مدى عداوة يحيى بن سعيد لأهل البيت عليهم السلام، وحقده عليهم، وقد طعن في عشرات من الرواة لأنّهم يتشيّعون أو لأنّ عندهم هوى للتشيّع [2]، ومن عسى أن يكون يحيى بن سعيد أصلًا وفصلًا وحسباً ونسباً كي تعرف النجوم الزاهرات به؟

الثالث: أنّ النجاشي قال في ترجمة محمد بن عبد اللَّه أبي المفضل الشيباني: «كان سافر في طلب الحديث عمره، أصله كوفي وكان في أوّل أمره ثبتاً ثم خلّط ورأيت جلّ أصحابنا يغمزونه ويضعّفونه ... رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً ثم توقّفت عن الرواية عنه إلّابواسطة بيني وبينه» [3].

وقال الشيخ في الفهرست: «حسن الحفظ غير أنّه ضعّفه جماعة من أصحابنا أخبرنا بجميع رواياته عنه جماعة من أصحابنا».

[1] - تهذيب الكمال 1/ 470، وسير أعلام النبلاء 6/ 256.

[2] - نظير ميزان الاعتدال 1/ 408/ 1505 ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي وغيره كثير.

[3] - رجال النجاشي رقم 1059.