شاملة الأبعاد في كلّ شخصيّة راوٍ، إذ ما أكثر ما يركز النظر في بعد ويغفل عن الأبعاد الأخرى.

كما أنّ الواعز لوضع هذه الدراسة في تضعيفات النجاشي والجرح عند الرجاليين لدينا هو الإيقاظ من غفلة منهجيّة متفشيّة في الوسط العلمي فضلًا عن الأوساط الثقافيّة؛ ألا وهي الاقتصار على الأصول الرجالية الستّة أو على رأي المشهور من الرجاليين في حسم نتائج الجرح والتعديل؛ فإنه لا تسالم في كلّ موارد الجرح والتعديل. بل لو سلكنا مسلك التقليد في الرجال وسددنا باب الاجتهاد فيه لما كان هناك تسالماً أيضاً في آراء الرجاليين كما أوضحناه في مبحث الاجتهاد والتقليد في علم الرجال، فكثيراً ما يُرى أنّ الراوي كان معتمداً ومعتبراً عند قدماء الأصحاب وأجلّاء الرواة وهم قد تسالموا على اعتباره ووثاقته بينما ضعّف من قبل المتأخرين عنهم كالنجاشي وابن الغضائري.

فكيف يغفل عن جميع القرائن والأمارات الأخرى بل عن رأي سائر الرجاليين ويجعل قول النجاشي هو الحكم الفصل في أحاديث خزنة علم اللَّه ودليل إرادته، ليكون كلامه هو المعيار الأوّل في قبول الروايات أو رفضها، وهذا أمر بالغ الخطورة والأهمّيّة.