الأقوال في تحليل مباني الجرح عند النجاشي

ولنذكر بعض كلمات أعلام أهل النظر حيث أخذوا في التحليل والدراسة والنقد لآراء النجاشي الرجاليّة في تضعيف الرواة. فلم يتعاملوا معها معاملة الشهادة الحسّية بل نسبوها تارة إلى بعض ما اعتنقه من مبانٍ كلاميّة، وأخرى إلى متابعة ابن الغضائري، أو سائر المناشىء الاجتهاديّة. فلم يرضوا ولم يقنعوا بتضعيف النجاشي بل ناقشوا في مستند الجرح عنده مما يبعّد الاستغراب عن جعل آرائه في بوتقة النقد والتحليل.

الأوّل: قال المحقّق البحراني في معراجه في إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني حيث احتدم الخلاف بين الرجاليين في توثيقه وجرحه:

«ليس هذا (جرح كثير من الثقات) مختصّاً بابن الغضائري، بل النجاشي قد جرح كثيراً من الثقات بهذا المعنى فإنّه جرح داود الرقي وقد وثّقه شيخنا المفيد، وجعفر بن محمد بن مالك وقد وثّقه الشيخ، وجابر الجعفي وقد وثّقه ابن الغضائري وأثنى عليه العقيقي وغيره» [1].

[1] - معراج أهل الكمال/ 66.