الأخيرة فتاوى رجالية ودرائية حول التراث الروائي عمادها الاقتصار على هذا المنهج والغفلة عن بقيّة المناهج ممّا يؤدّي إلى خواء الاستنتاج الرجالي وسطحيته.

المنهج الخامس: تراجم البيوتات والأسر الروائية

يعتمد هذا المنهج على شرح حال الراوي من جهة شأن أسرته وعشيرته وقبيلته والنشأة التي ترعرع فيها، ويثمر في تفسير جملة من الأحوال للراوي التي لا ينكشف غموضها بالمناهج الأخرى لا سيما ممّن يقتصر على نصوص الأصول الخمسة وذلك لأنّ الخصوصيات الوراثية والتربوية والبيئة المحيطة المعيشية مما يعطي جانباً من شخصية المرء وطابع هويّته. وقد سار على هذا المنهج أبو غالب الزراري في رسالته آل زرارة بن أعين وأبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين والعلّامة بحر العلوم في كتابه الرجالي.

المنهج السادس: تاريخ المدن

ويعتمد في هذا المنهج على ترجمة كلّ من مرّ بالمدينة الموضوع لها الكتاب أو أقام فيها ممّن قد وقع في طرق الروايات أو كان وجهاً في واقعة تاريخية فيذكر صاحب الكتاب روايات المترجم بطرقه إليه لا سيما الطرق المتضمّنة لرواة من تلك المدينة.

ويثمر هذا المنهج في التعرف على الحواضر العلميّة والروائية الناشئة في المدن المختلفة والتعرف على مشبكات ومشجرات الطرق فيما بين تلك الحواضر. وهذا يؤثر كثيراً في اعتبار الكتب والأصول الروائية التي تروى من قبل بعض الحواضر دون أخرى، كما في كتاب التفسير المنسوب إلى الإمام