الاستعاضة عنها بقرائن توثّق الصدور.

الثانية: إنّ الجرح والتعديل في الرجال لا تقليد فيه عند المحققين، بل اللازم فيه فتح باب الاجتهاد. وإعمالُ الاجتهاد ليس بالإضافة إلى متأخري علم الرجال فقط، بل يشمل قدماءهم أيضاً كالكشي والشيخ والنجاشي والبرقي.

ثالثة: إنّه كيف يُحتكم إلى رأي في الجرح والتعديل ويُفرض على الطائفة والحال أنّ الآراء مختلفة في الجرح والتعديل وليس من سنن المذهب حصر المذاهب العلمية في مذهب معيَّن.

الرابعة: إنّ عمدة مستند أرباب الجرح والتعديل هو ملاحظة مضامين الروايات التي يرويها الراوي فلأجلها يوصف بأنه غالٍ أو فاسد المذهب أو ناصبي.

الثمرة الثانية

ومن الثمرات المهمّة الأخرى البالغة في الأهمّية أيضاً في دراسة المضمون وتحليله وموازنته بمحكمات الكتاب والسنّة هو اكتشاف أقسام التواتر الأخرى- أي التواتر غير اللفظي وهي أقسام التواتر المعنوي الذي قد يُسمّى بعضها بتواتر الإجمالي- لا سيّما وأنّ جملة من أقسام التواتر المعنوي لا يستكشف في الوهلة الأولى من ظاهر اللفظ، بل هي من قبيل المداليل الالتزامية بوسائط متعدّدة للمدلول المطابقي، فاستكشافها يتوقّف على ملكة علمية محيطة بالمعاني والقواعد والترابط في ما بينها، فإنّ بعض المعاني الالتزامية إنّما تكتشف بالاستدلال النظري البرهاني وإن لم يكن الاستدلال متوغّلًا في