ذوو المنهج الفقهي والمنهج التحليلي الكلامي وكان اسم الحشوية رمزاً لهذا المنهج.

والغريب أنّ منهج تركيز الأهمية والعناية بالمضمون ثمّ البحث عن الصدور يُرمى في هذه الآونة بالمنهج الحشوي واستعير له هذا الاسم وهذه التسمية المغلوطة هي في الحقيقة إماتة للبصيرة العلمية ولمنهج الدراسة في فقه الدين لا بمعنى تحكيم الآراء العقلية للعقول المحدودة البشرية على التراث المنقول وتحكيم الذوق السليقي والقرائح النفسية على المتون الدينية؛ بل المراد تحكيم المحكم من الكتاب والسنّة والعقل على المتشابه بنحو منضبط في الأصول والقواعد.

كما أنّه ليس المراد من هذا المنهج إلغاء البحث في الصدور وشرائطه بتاتاً بل المراد هو التنبيه على أنّ رتبة البحث في الصدور متأخّرة عن البحث في دراية المضمون وحجّيته في نفسه بالمعنى الأعمّ، وكذا التنبيه على أنّ حجية الصدور ليست هي تمام أجزاء الحجية بل هي جزء من مجموع أجزاء كلزومه وافتقاره إلى حجية الدلالة وحجية جهة الصدور لاستكمال الحجية. وكذا التنبيه على أنّ حجية الصدور- كجزء من مجموع الحجية- ليس هو الركن الركين في مجموع الحجية بل هو الأقل في الأهمية وإن لم ينتف دوره ولزومه وضرورته، حتّى أنه قد عبّر بعض من المتقدمين في بيان دور الصدور في مجموع الحجية بأنّه بمثابة إحدى القرائن لتركيب الحجّية أو واحدة من القرائن الّتي يتألّف منها الكاشف.

والمنبّه على انّ الاقتصار في التركيز على الصدور مسلك الحشوية المفتقد للموازين العلمية هو تشدّد المذهب السلفي الوهابي على البحث السندي- فقط