ومنابع الوقوف على آراء أساطين وأجلاء الأصحاب من الرواة من خلال أمور:

المنبع الأول: الوقوف على المشيخة

فلو أراد الباحث أن يستخرج الأصول الأربعمائة أو كتب زرارة أو كتاب حريز أو كتب ابن أبي عمير أو كتب صفوان أو مشيخة الحسن بن محبوب أو كتب الحسين بن سعيد أو غيرهم، فليس عليه إلّاتتبّع ما رواه الصدوق في الفقيه والشيخ في التهذيبين عندما يبتدىء في أوائل السند بذكر زرارة أو حريز أو ابن أبي عمير أو صفوان أو غيرهم، فإنّ ذلك يوقفنا على وافر تلك الكتب وكذلك الحال عند مقابلة تلك الروايات بما أودعه الكليني في الكافي، فإنّه يمكن بذلك استخراج كتب المشيخة التي كانت لدى الكليني وتمييزها عن طرقه إليه.

وبهذا الجرد والاستقراء نكون قد وقفنا على مشايخ في الرواية لهؤلاء الكبار وسوف نقف على من يكثرون عنه في الرواية ولو بواسطة واعتمدوه في كتبهم. وسوف ندفع بذلك الجهالة والإهمال عن كثير من الرواة.

المنبع الثاني: إكثار النقل

إذا اعتمد هؤلاء الأعلام على راوٍ معيّن ونقلوا الرواية بكثرة عن أحد الرواة أو رواية كتبه أو كتابه مع ما عُرف عنهم من التمحيص والحيطة والنقد، فيدلّ بوضوح على توثيقهم للراوي واعتمادهم على روايته.

لا سيّما إذا اعتمد أحد هؤلاء الأعلام في كتابه كابن قولويه في كامل الزيارات وعلي بن إبراهيم في تفسيره والكليني في الكافي مثلًا وغيرهم إذا أودعوا في كتبهم وملأوها بكلّ روايات كتاب ذلك الراوي؛ أو كان اعتمادهم