بآراء المتأخّرين عن زمن الراوي فإنّها أقرب إلى حقيقة التقليد كما مرّ [1].

بل الحال كذلك في آراء الأعلام المتقدمين على النجاشي وابن الغضائري ممّن لم يعاصروا الرواة فإنّهم أقرب عهداً إلى الرواة وأقلّ فاصلة في الطبقات من طبقة النجاشي وابن الغضائري.

والحاصل: أنّ أحد المصادر المهمّة وأحد المناهج الحسّاسة في علم الرجال هو الوقوف على آراء رؤساء الحديث من رواة أصحابنا ومن أعلام الطائفة، فإنّهم أقرب عهداً وألمّ بأحوال الرواة- من ناحية المعاصرة أو قرب الواسطة لديهم- ممّن تأخّر.

الثالث: الملفت للنظر أنّ هناك جملة وافرة من كتب الرجال والفهارس قد ضاعت وتلفت ولم تصل إلينا. فهذا المحقق آغابزرگ الطهراني يذكر أنّ في مكتبة السيد ابن طاووس مائة ونيف كتاب في الفهرست والرجال. وهذا في القرن السابع، فكيف بك في القرن الرابع والثالث؟

وكيف نقصر ونحصر منابع الرجال في ستّة من الأصول الرجالية فقط؟

فأين المائة ونيف من عدد ورقم ستّة؟ وهل هناك نسبة وموازاة بينهما؟ وكيف يستبرىء الباحث الذمّة ويستفرغ الاستقصاء بمجرّد مراجعة الأصول الرجالية الستّة ولا يضع في الحسبان العشرات العشرات من الأصول الأخرى الرجالية المفتقدة؟

والحال أنّ البديل والعوض عن تلك الأصول هو متوفّر لدينا ويمكن

[1] - في فصل الاجتهاد والتقليد في الرجال.