ومثل ابن قولويه رحمه الله الذي تلمّذ عليه الشيخ المفيد في الفقه وكان من أجلّ أعلام الإماميّة في الحديث والفقه معاً.

أو مثل ابن أبي عمير الذي وُصف بأنّه «كان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة وأنسكهم نسكاً وأورعهم وأعبدهم وقد ذكره الجاحظ في كتابه في فخر قحطان على عدنان بهذه الصفة التي وصفناه وذكر أنه كان واحد أهل زمانه في الأشياء كلّها» [1].

أو مثل الحسن بن محبوب الذي كان يعدّ أحد الأركان الأربعة في عصره والذي قيل إنّه أوّل من ألّف في علم الرجال في كتابه المشيخة؛ وإن كان الصحيح أنّ هناك من سبقه من الأصحاب في هذا المضمار.

أو مثل صفوان الذي قيل فيه إنّه أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث.

أو مثل البزنطي الذي كان عظيم المنزلة عند الرضا عليه السلام والموصوف بأنه لا يروي ولا يرسل إلّاعن ثقة وكذا صفوان وابن أبي عمير.

أو كابن الوليد شيخ الصدوق وكبار القميين المعروفين بالتشدّد في نقد الحديث والتصفية في أحوال الرجال وغيرهم. فهؤلاء ممّن عاصروا الرواة وأصحاب الكتب والأصول فلآرائهم أهمية ليس بالهيّن.

فالملاحظ في المباحث الرجالية تغييباً لآراء الكليني والصدوق والنعماني (صاحب كتاب الغيبة) وابن قولويه (صاحب كامل الزيارات) ومحمّد بن الحسن الصفّار وسعد بن عبد اللَّه الأشعري وعلي بن محمد بن علي الخزاز (صاحب كفاية الأثر) وعلي بن إبراهيم القمي والطبرسي في الاحتجاج

[1] - فهرست الشيخ/ رقم 618.