أحاديث الراوي كما سيأتي مفصّلًا. فمع هذا الوصف فكيف تُقصى الآراء الرجالية للكليني ومبانيه ويقتصر على آراء مثل الكشي والنجاشي وابن الغضائري.

وأمّا التعلّل والتذرّع بعدم وجود كتاب رجالي واصل إلينا عنه فستعرف كيفية الوقوف والاستنباط على آرائه ومبانيه الرجالية وغيره من أساطين رواة المذهب فيما سيأتي.

ومثل الصدوق رحمه الله الموصوف في الكلمات «كان جليلًا حافظاً للأحاديث بصيراً بالرجال ناقداً للأخبار» [1]. وكذا وصف الصدوق بشيخ الطائفة وفقيهها ووجهها بخراسان حتّى سمع منه شيوخ الطائفة ببغداد وهو حدث السنّ، كان حافظاً للأحاديث بصيراً بالرجال ناقداً للأخبار لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه، بصير بالفقه والأخبار والرجال، وهذه النعوت ذكرها النجاشي والشيخ في الفهرست له، بل هناك إطباق من الأصحاب على نعته بذلك فمع كلّ ذلك كيف تستبعد ويشطب على آرائه الرجالية وفتاواه في الجرح والتعديل ومبانيه في التوثيق والتضعيف، مع أنّ مقام النجاشي العلمي في الرجال والحديث والفقه لا يرقى إلى الصدوق وسعة إلمامه بالأصول الروائية للأصحاب وشجونها. والغريب والأعجب تعليل ذلك بأنّ الصدوق وأمثاله من الأقدمين ربما يعتمدون في توثيقهم على أصالة العدالة في كلّ من أسلم أو أنّ توثيقاتهم مبنيّة على اجتهادات مجهولة لدينا لا مستندات حسّية، وأنّه لو اطّلعنا عليها لربما خطّأناها فلا يمكن تصحيح ما صحّحوا ولا توثيق ما اعتمدوا.

[1] - فهرست الشيخ/ رقم 710.