responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 23

فهي ناطق رسميّ عن السماء، وإن اختلفت موقعيتها عن النبوّة والإمامة، كما في قوله تعالى في شأن الخضر: وَ ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً [1].

أو كما في قوله في شأن مريم: فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا* فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ... فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا [2].

وبناءً على ذلك نقول: إنّ هناك مقاماً ثالثاً من الحجّية والاصطفاء لم يُعنوَن في كتب الكلاميين، ولكن اشير إليه في القرآن الكريم في آيات وسور عديدة لقائمة من الأفراد ليسوا بأنبياء ولا أئمّة، ولكنّهم حجج مصطَفَون على العباد، وهم مبيِّنون وحافظون لشرائع الأنبياء، نعم قد تطرّقت السُّنّة وكتب الحديث والسير إلى جملة من أحوالهم وشؤونهم.

وحينئذٍ يقع الحديث عن فاطمة عليها السلام، بعدما ورد فيها من النصوص القرآنيّة الكثيرة مباشرة وبالخصوص، أو ضمناً عند ذكر أصحاب الكساء، وكذلك ورد الحديث النبويّ المستفيض أو المتواتر بين الفريقين بالخصوص أو بالتضمّن.

فهل يجب الاعتقاد بحجّية فاطمة عليها السلام وتحصيل مثل هذه المعرفة

؟ وما هو نمط هذه الحجّية بعد الفراغ عن كونها ليست من النبوّة أو الرسالة

؟ وما هو الأثر الذي يترتّب على الاعتقاد بحجّيتها، وما هي الثمرة الخطيرة لذلك

؟ وعلى تقدير ثبوت العصمة لها، فهل هناك ارتباط بين عصمتها وطهارتها من جانب، وكونها حجّة من جانب آخر

؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات توضيحاً لا استدلالًا- وسيأتي الاستدلال على


[1] الكهف: 82.

[2] مريم: 26- 29.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست