أي أنّ لُباب معرفة القرآن العميق، المكنون في اللوح المحفوظ إنّما خوطب به بخطاب خاصّ هم أهل البيت عليهم السلام، ويشهد لهذا الحديث المتواتر عنهم قوله تعالى:
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ[3] وهم أهل آية التطهير.
فخصّص اللَّه تبارك وتعالى نيل الكتاب المكنون بالمطهّرين، وهم أهل آية التطهير، وهم الذين طهارتهم لدنّية وهبيّة منه تعالى، لا طهارة اكتسابية، وهم المطهّرون لا المتطهّرون، حيث إنّ عنوان المطهّر هو الذي طهّره اللَّه تعالى، كما في آية التطهير، بينما المتطهّر هو الذي ورد في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ[4].
ويشهد له قوله تعالى: وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ[5]، فبيّن تعالى أنّ جملة علم القرآن العزيز مختصّ بالراسخين بالعلم.
[2] الكافي: 8: 312. مستدرك الوسائل: 17: 335، الحديث 31.
ولاحظ وسائل الشيعة: 27: 175، باب 13 من أبواب صفات القاضي، تحت عنوان (عدم جواز استنباط الأحكام النظريّة من ظواهر القرآن إلّابعد معرفة تفسيرها من الأئمّة عليهم السلام)، طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام.