responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم المعاني نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 136

التقديم و التّأخير

من المسلم به أن الكلام يتألف من كلمات أو أجزاء، و ليس من الممكن النطق بأجزاء أي كلام دفعة واحدة. من أجل ذلك كان لا بد عند النطق بالكلام من تقديم بعضه و تأخير بعضه الآخر. و ليس شي‌ء من أجزاء الكلام في حد ذاته أولى بالتقدم من الآخر، لأن جميع الألفاظ من حيث هي ألفاظ تشترك في درجة الاعتبار، هذا بعد مراعاة ما تجب له الصدارة كألفاظ الشرط و الاستفهام.

و على هذا فتقديم جزء من الكلام أو تأخيره لا يرد اعتباطا في نظم الكلام و تأليفه، و إنما يكون عملا مقصودا يقتضيه غرض بلاغي أو داع من دواعيها.

و قبل الشروع في بيان هذه الدواعي و تفصيلها ينبغي التنبيه إلى أن ما يدعو بلاغيا إلى تقديم جزء من الكلام هو هو ذاته ما يدعو بلاغيا إلى تأخير الجزء الآخر. و إذا كان الأمر كذلك فإنه لا يكون هناك مبرر لاختصاص كل من المسند إليه و المسند بدواع خاصة عند تقديم أحدهما أو تأخيره عن الآخر، لأنه إذا تقدم أحد ركني الجملة تأخر الآخر، فهما متلازمان.

و الآن ... و على ضوء هذه المقدمة نذكر أن أهم الدواعي و الأغراض البلاغية التي توجب التقديم و التأخير في الكلام هي:

1- التشويق إلى المتأخر إذا كان المتقدم مشعرا بغرابة. نحو قول الشاعر:

ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها

شمس الضحا و أبو إسحق و القمر

فهنا قدم المسند إليه و هو «ثلاثة» و اتصف بصفة غريبة تشوق النفس‌

نام کتاب : علم المعاني نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست