responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في البلاغة نویسنده : الشيخ محمدي البامياني    جلد : 1  صفحه : 176

الفنّ الأوّل علم المعاني (١)

قدّمه على البيان لكونه منه بمنزلة المفرد من المركّب (٢)

______________________________________________________

(١) «الفنّ» كفلس واحده الفنون ، كفلوس ، وهي الأنواع ، كما في مجمع البحرين. وهنا إشكالان : الأوّل : في ذكر الفنّ معرّفا باللّام ، والثّاني : في حمل علم المعاني عليه.

أمّا تقرير الإشكال الأوّل : فلأنّ الفنّ عبارة عن الألفاظ ، كما تقدّم ما يرشد إليه ، وهو قوله في المقدّمة «رتّب المختصر على مقدّمة وثلاثة فنون» ولا ريب أنّ المختصر اسم للألفاظ المخصوصة الدّالّة على المعاني المخصوصة ، ولم يتقدّم ذكر من الألفاظ المخصوصة ، بل ما تقدّم هو قوله : «وما يحترز به عن الأوّل علم المعاني» والمراد من علم المعاني ليس الألفاظ لعدم كونها سببا للاحتراز ، فلا يصحّ تعريف الفنّ بالعهد الذّكري لعدم تقدّم الألفاظ المخصوصة.

أمّا تقرير الإشكال الثّاني : فلأنّ علم المعاني هنا إمّا عبارة عن الملكة أو عن نفس الأصول والقواعد الّتي هي معان مخصوصة ، وعرفت أنّ الفنّ عبارة عن الألفاظ المخصوصة ، فلا يصحّ حمل علم المعاني على الفنّ لأنّ النّسبة بين ما هو من مقولة الألفاظ ، وما هو من مقولة المعاني ، هي المباينة الكلّيّة ، فلا يصحّ حمل المباين على المباين.

ويمكن الجواب عن الإشكال الأوّل : بأنّه لا يجب في المعهود ذكره سابقا ، بل يكفي فيه العلم به سابقا. والفنّ الأوّل من هذا القبيل ، إذ لمّا تبيّن أنّ ما يحترز به عن الأوّل علم المعاني علم أنّ ما يذكر في بيانه فنّ من الفنون وألفاظ مخصوصة. وبعبارة أخرى أنّه يصحّ التّعريف بالعهد الذّكري فيما إذا ذكر مدخول اللّام ضمنا والفنون الثّلاثة من هذا القبيل.

أمّا الجواب عن الإشكال الثّاني : فيمكن بتقدير بيان ، أي الفنّ الأوّل المراد به الألفاظ المخصوصة في بيان علم المعاني المراد به المعاني المخصوصة ، أو نقول : إنّ المراد بالفنّ الأوّل هي المعاني المخصوصة بقرينة حمل علم المعاني عليه وإطلاق الفنّ على نفس العلم شائع كما يقال : الفنون الأدبيّة مثلا.

(٢) أي قدّم المصنّف علم المعاني على علم البيان ، لكون علم المعاني من علم البيان بمنزلة الجزء من الكلّ ، والجزء مقدّم على الكلّ طبعا ، فقدّمه وضعا ليطابق الوضع الطّبع.

نام کتاب : دروس في البلاغة نویسنده : الشيخ محمدي البامياني    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست