responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في البلاغة نویسنده : الشيخ محمدي البامياني    جلد : 1  صفحه : 175

وإليه (١) أشار بقوله : [وما يعرف به وجوه التّحسين علم البديع] ولمّا كان هذا المختصر في علم البلاغة وتوابعها انحصر مقصوده (٢) في ثلاثة فنون (٣) [وكثير] من النّاس [يسمّى الجميع علم البيان ، وبعضهم يسمّي الأوّل علم المعاني و] يسمّى [الأخيرين] يعني البيان والبديع [علم البيان والثّلاثة علم البديع] ولا يخفى وجوه المناسبة والله أعلم.

______________________________________________________

(١) أي إلى الوضع أشار المصنّف بقوله : «وما يعرف به وجوه التّحسين علم البديع».

(٢) أي مقصود مؤلّفه بحذف المضاف ، ويصحّ أن يكون الضّمير عائدا إلى المختصر من دون حذف المضاف بارتكاب الاستعارة بالكناية ، بأن كان الشّارح قد شبّه في نفسه المختصر بمؤلّفه في (إرشاد المحصّلين إلى القواعد) ، ثمّ ترك أركان التّشبيه سوى المشبّه ، وأراد منه معناه اللّغوي ، وأضاف إليه شيئا من لوازم المشبّه به وهو المقصود ، فهذا التّشبيه المضمر في النّفس استعارة بالكناية وإثبات المقصود له استعارة تخييليّة.

(٣) إنّ جواب «لمّا» لكونه واضحا محذوف ، أي لمّا كان هذا المختصر ... اختلف أئمّة البلاغة في التّسمية ، كما ذكره المصنّف ، فكثير منهم يسمّي الجميع علم البيان ، إمّا من باب تسميّة الشّيء بأشرف أقسامه ، وإمّا لمدخليّة الجميع بالبيان ، لأنّ البيان عبارة عن المنطق الفصيح المعرب عمّا في الضّمير ، ولا شكّ في أنّ العلوم الثّلاثة لها دخل في الكلام الفصيح المعرب عمّا في الضّمير تصحيحا وتحسينا ، ومن هنا يعلم وجه تسمية البيان والبديع بعلم البيان ، إذ تحقّق المناسبة في الكلّ يستلزم تحقّقها في الجزء.

وأمّا وجه تسمية الجميع بعلم البديع ، ـ كما أشار إليه بقوله : «والثّلاثة علم البديع» أي بعضهم يسمّي الثّلاثة علم البديع ـ فلبداعة مباحثها أي حسنها وظرافتها ، لأنّ البديع عبارة عن الشّيء المستحسن الظّريف ، ومباحث هذه العلوم بديعة بهذا المعنى ، وتقدير لفظ بعضهم قبل الثّلاثة واضح.

وأمّا وجه تسمية الأوّل بالمعاني ، والثّاني بالبيان ، والثّالث بالبديع ، فلأنّ :

الأوّل : علم يبحث فيه عن المعاني الّتي يصاغ لها الكلام كالتّأكيد والتّجريد والذّكر والحذف ونحوها ، ممّا تقتضيه الأحوال ، ولا شكّ في أنّها من المعاني والمداليل العقليّة.

والثّاني : هو ما يعرف به بيان إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدّلالة وخفائها.

والثّالث : هو ما يتعلّق بأمور بديعة وأشياء غريبة كالتّجنيس والتّرصيع وغيرهما ممّا يأتي تفصيله في علم البديع.

نام کتاب : دروس في البلاغة نویسنده : الشيخ محمدي البامياني    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست