و إن ذكر السّيوطي شيوخا قرأ عليهم الورّاق القرآن بالروايات ليفيدنا
معرفة الورّاق علم القراءات و الأحرف العشرة و إتقانه ذلك حتى إنه أجيز و أجاز في
ذلك، و قد بدا هذا الأمر واضحا في كتابه؛ فقد ذكر بعض الآيات و اختلاف القراءات
فيها[1]و
كذلك قول السّيوطي" و روى عنه" سواء عند ذكر شيوخه أو تلامذته ليدلنا
على أن الورّاق قد أخذ علم هؤلاء الشيوخ و رواه عنهم، ثم أتى بعده من تلامذته من
روى عنه هذا العلم.
و هذا ما تفيدنا به كتب التراجم عن ثقافته، غير أن كتابه الذي بين
أيدينا يشير إلى ثقافة واسعة شاملة في علم النحّو تجلّت من خلال مناقشاته و عرضه
آراء النحاة منسوبة و غير منسوبة، لقد ساير الورّاق عصره و أئمة عصره في علم
النحو.
أما ثقافته في العلوم الأخرى فمن المؤكد أنه اطلع على علوم الفلسفة و
الكلام و أصول الفقه، و لا سيما أنه قد ألّف في موضوع لا يمكن أن ننكر الصلة بينه
و بين هذه العلوم و إن كان أثرها ضئيلا في أسلوبه، و إنّ الناظر إلى مؤلفاته يجد
أن أغلبها قد ألّف في النحو، عدا كتاب منهاج الفكر ... فلا ندري في أي موضوع هو.
مما يجعلنا نجزم أن ثقافته نحوية و أن شهرته نحويا، و أنه ألّم بباقي العلوم كباقي
علماء عصره، لما لهذه العلوم من صلة بعلوم العربية و نحوها.
- شيوخه
و تلامذته:
لا نجد ذكرا لشيوخه و تلامذته عند معظم من ترجم له. غير أن السيوطي
في البغية ذكر له شيخا، قرأ عليه القرآن بالروايات و روى عنه، هو: أبو بكر محمد