بن الحسن بن مقسم[1]و هو من قرأ عليه ابن جنّي أيضا[2]، و لعل هذا الخبر يفيدنا بكون الورّاق من القراء كما سبق أن ذكرت إلى
جانب كونه من النحاة.
و إذا ما عرفنا أن هناك أيضا من تتلمذ على يديه في القراءة كأبي علي
الأهوازي الذي قرأ عليه و روى عنه[3]، زدنا يقينا بما ذكر سابقا من كونه
عالما بالقراءات متعلما و معلما.
و هؤلاء الشيوخ ممن صرح المترجمون بهم، إلا أنه يمكن أن نصل إلى شيوخ
غير مباشرين للورّاق من خلال كتابه (العلل) فنقول: إنه لم يلتق سيبويه مثلا إلا
أنه تتلمذ على كتبه، فتكرار ذكره و ذكر كتابه و مقارنة جميع الآراء برأيه، و كذلك
التأييد المستمر لما يذهب إليه يعد دليلا كافيا لذلك، و قد علمنا أيضا أن للوراق
شرحا لكتاب سيبويه يتكرر ذكره مرارا في كتابه.
كما أنه ذكر غير مرة الخليل، و المبرد، و ابن السراج، و أغلب الظن
أنه اطّلع على كتبهم و أخذ منها، و قد ذكر نحاة آخرين كالفراء و الكسائي و غيرهم،
إلا أن هؤلاء كانوا كوفيين، و قد ذكر آراءهم على سبيل المقارنة و إبراز الخلاف بين
المذهبين لا على سبيل التتلمذ على أيديهم، فالورّاق بصري المذهب كما سنرى في فصل
قادم.
- آثاره:
ذكر الذين ترجموا له عددا من الآثار[4]منها شروح و منها مؤلفات.
[1]انظر ترجمته في تاريخ بغداد 2/ 206، و في
معرفة القراء الكبار 1/ 306 و جاء فيه" ابن الحسن بن مقسم الإمام أبو بكر
البغدادي، المقرئ، العطّار ... و كان من أحفظ أهل زمانه لنحو الكوفيين، و أعرفهم
بالقراءات مشهورها و غريبها و شاذها ..." و انظر ترجمته أيضا في ميزان
الاعتدال 3/ 519، و لسان الميزان 5/ 130- 131 و البغية 36.