فيمن راوه برفع تكلّ، و المعنى حتى كلّت، لكنّه جاء على حكاية الحال
الماضية كقولك: رأيت زيدا أمس، و هو راكب. و يحتمل أن يكون للحال حقيقة بأن يكون
أخبر عن هذا فى حال كلال المطيّة، كما تقول: سرت إلى المدينة حتّى أدخلها، و أنت
في حال الدخول، و أمّا من نصب تكلّ، فهى حتّى الجارّة، و لا بدّ على النصب من
تقدير مضاف، أى إلى زمان كلال مطيّهم.
الثالث:أن تكون جارّة بمعنى إلى، و قد تقدّم ذكرها في جملة حروف الجرّ،
فتختصّ بالظاهر كما مرّ، فلا تجرّ المضمر خلافا للمبرّد و الكوفيّين، و أمّا قوله
[من الوافر]:
فضرورة، قال ابن هشام: و اختلف فى علّة المنع، فقيل: هى أنّ مجرورها
لا يكون إلا بعضا لما قبلها أو كبعض منه، فلم يمكن عود ضمير البعض على الكلّ، قال:
و يردّه أنّه قد يكون ضميرا حاضرا كما في البيت، فلا يعود على ما تقدّم، و أنّه قد
يكون ضميرا غالبا عائدا على ما تقدّم غير الكلّ، كقولك: زيد ضربت القوم حتّاه، و
قيل: العلّة خشية التباسها بالعاطفة، قال: و يردّه أنّها لو دخلت عليه لقيل فى
العاطفة: قاموا حتّى أنت، و أكرمتهم حتّى إيّاك بالفصل، لأنّ الضمير لا يتّصل إلا
بعامله، و في الخافضة حتّاك بالوصل كما في البيت، و حينئذ فلا التباس، و نظيره
أنّهم يقولون في توكيد الضمير المنصوب: رأيتك أنت، و في البدل: رأيتك إيّاك، فلم
يحصل لبس، و قيل: لو دخلت عليه قلبت ألفها ياء كما في إلى، و هي فرع عن إلى، فلا
تحتمل ذلك.
قال الدمامينىّ: و لم يردّ هذا الوجه كما ردّ القولين الأخرين، كان
هذا من قبيل المرتضى عنده. و قد يقال: غايته أن لا يرتكب التغيير بالقلب لأجل
الفرعية، و لا يلزم من ذلك امتناع دخولها على المضمر مع بقاء ألفها بدون قلب، لكن
قال ابن الحاجب:
حكمه ترك استعمال المضمر بعد حتّى أنّها لو دخلت عليه فقيل: حتّاه
لاثبتوا مع المضمر ألفا فيما غيّرت ألف أمثاله إلى الياء كقولك: إليه و عليه و
لديه، و ذلك كلّ
[1] - هو لامرئ القيس. اللغة: تكلّ: تضعف و تتعب،
المطى جمع المطيّة و هى من الدواب ما يمتطى، الجياد:
جمع جواد و هو الفرس الجيد، يقدن: مجهول من قاد- الدابة: مشى
أمامها آخذا بمقودها، الأرسان: جمع رسن و هو ما كان من الأزّمة على الأنف.
[2] - لم يسمّ قائله. اللغة: الفج: الطريق الواسع
البعيد. لا تخيب: لا تحرم و لا تمنع.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 870