أي فإمّا جزعا و إمّا إجمال صبر. و قيل: هى بسيطه، و اختاره أبو
حيان، لأنّ الأصل البساطة لا التركيب، و لا دليل في البيت لجواز كون إن فيه
شرطيّة، و الجواب محذوف، و التقدير: و إن كنت ذا جزع فلا جزع، و إن كنت ذا إجمال
صبر فاجمل.
و هي «حرفعطف على»القول «المشهور»، و المراد إمّا الثانية في نحو قولك:
جاءني إمّا زيد و إمّا عمرو، و أنكر يونس و الفارسيّ و ابن كيسان
كونها عاطفة، و وافقهم ابن مالك لملازمتها الواو العاطفة غالبا، و لا يدخل عاطف
على عاطف، قال: و لأنّ وقوعها بعد الواو مسبوغة بمثلها شبية بوقوع لا بعد الواو
مسبوقة بمثلها في لا زيد و لا عمرو فيها، و لا هذه غير عاطفة بإجماع، فلتكن إمّا
كذلك بل أولى.
و فى شرح المفصّل لابن الحاجب إنّ مجموع قولنا: و إمّا هو العاطف فى
جاء إمّا زيد و إمّا عمرو، قال: و لا يبعد أن يكون صورة الحرف مستقلّة حرفا في
موضع و بعض حرف في موضع آخر كيا مع أيا، و على هذا فلا يرد شيء ممّا احتجوا به،
فتأمّل.