نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 659
قال أبو حيّان: و رواية الثقة مقبولة، و من حفظ حجّة على من لم يحفظ،
إلا أنّها لغة نادرة جدّا، و لذلك أنكرها الكسائيّ و الفرّاء على اتّساع حفظهما، و
أخذهما بالشاذّ و القليل، قاله في الهمع. و قال في التصريح: إلغاؤها هو القياس،
لأنّها غير مختصّة، و إنّما أعملها الأكثرون حملا على الظّنّ، لأنّها مثلها في
جواز تقديمها على الجملة و تأخيرها عنها و توسّطها بين جزءيها كما حملت ما على
ليس، لأنّها مثلها في نفي الحال، و المرجع في ذلك كلّه إلى السماع، انتهى.
و يجوز الفصل بينها و بين المضارع
«بالقسم» و لا يقدح في نصبها له كقوله [من الوافر]:
696- إذن و اللّه نرميهم بحرب
تشيب الطفل من قبل المشيب
و إنّما اغتفر الفصل به لأنّه
زائد: جيء به للتأكيد، فلا يمتنع النصب كما لا يمنع الجرّ في قولهم: إنّ الشاة
لتجترّ فتسمع صوت و اللّه ربّها.
و أجاز ابن هشام في المغني و الشذور
الفصل بلا النافيه أيضا، نحو: إذن لا أهينك، لأنّ النافي كالجزء من المنفي، فكأنّه
لا فاصل، و أجاز ابن عصفور و الأبذيّ و غيرهما الفصل بالظرف، و ابن بابشاذ الفصل
بالنداء أو الدعاء، و الرضيّ بأحد الثلاثة، و الكسائيّ و هشام الفصل بمعمول الفعل،
نحو: إذن زيدا أكرم، و الأرجح عند الكسائيّ النصب، و عنده هشام الرفع.
و في المضارع
«بعد» إذن «التالية للواو و الفاء وجهان»
الرفع و النصب باعتبارين، فالرفع باعتبار كون العاطف من تمام ما قبله بسبب ربطه
بعض الكلام ببعض، و النصب باعتبار كون ما بعد العاطف جملة مستقلّة، و الفعل فيها
بعد إذن ليس من تمام ما قبلها، و الرفع أجود و أكثر في لسان العرب، قال تعالى:
وَ إِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا
[الإسراء/ 76]، فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً [النساء/
53]، و قرئ شاذّا بالنصب فيهما.
قال ابن هشام في المغني: و التحقيق
أنّه إذا قيل: إن تزرني أزرك، و إذن أحسن إليك، فإن قدّرت العطف على الجواب، جزمت،
و بطل عمل إذن لوقوعها حشوا، أو على الجملتين معا، جاز الرفع و النصب لتقدّم
العاطف فقط، و قيل: يتعيّن النصب، لأنّ ما بعدها مستأنف، أو لأنّ المعطوف على
الأوّل أولى، و مثل ذلك زيد يقوم، و إذن أحسن إليه، إن عطفت على الفعلية، رفعت، أو
على الاسميّة فالمذهبان.