نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 402
السيرافيّ: هي حال، إذ المعنى قام القوم خإلىن عن زيد، و جوّز
الاستئناف، و قيل: بل هي مستأنفة، و صحّحه ابن عصفور.
فإن قلت: دعوى الاستئناف تخلّ بالمقصود، قلت: لا يعنون بالاستئناف عدم
تعلّقها بما قبلها في المعنى، بل في الإعراب فقط، و ذلك لأنّ هذه الجملة وقعت موقع
إلا، فكما أنّ إلا زيدا لا موضع له من الإعراب مع تعلّقه بما قبله، فكذلك هذه
الجمل، قاله في التصريح. قال ابن هشام: و القول بالاستئناف مذهب الجمهور في جميع
أفعال الاستثناء، «يجرّ»تارة «معحرفيّتها»أي على أنّها حروف الجرّ.
تنبيهات:الأوّل:ليس النصب و الجرّ في الثلاثة سواء كما توهّم عبارة المصنّف، بل النصب
في الأولين و الجرّ في الأخيرة أغلب، حتى أنّ سيبويه لم يحفظ غير ذلك، فأوجب النصب
في خلا و عدا، و الجرّ في حاشا، لكن ثبت بصحيح النقل الجرّ بخلا و عدا و النصب
بحاشا، نقل الأوّل الأخفش، و منه قوله [من الطويل]:
الرواية في الموضعين بالجرّ، فوجب القول بحرفيّتها في هذه الحالة.
و نقل الثاني أبو عمرو و الأخفش و الجرميّ و المازنيّ و المبرّد و
الزّجاج و أبو زيد و الفرّاء، بل ذهبوا إلى أنّ الجرّ بها حرفا هو الكثير، و أنّ
النصب لها فعلا قليل لتضمّنها معنى إلا، و سمع: أللهمّ اغفر لي و لمن يسمع حاشا
الشيطان و أبا الإصبع، و قال الشاعر [من الكامل]:
و كثير من النّحويّين أخذ صدر البيت الأوّل من هذين البيتين و ركّبه
مع عجز الثاني، و أنشدهما بيتا واحدا، و الصواب ما أنشدناه به، نبّه عليه ابن مالك
في بعض مصنّفاته.