نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 401
و لسيبويه في مثل هذا وجهان: أحدهما جعل المنقطع كالمتّصل لصحّة دخول
المبدل في المبدل منه، قلت: يعني على سبيل المجاز، و ذلك إمّا على جعل الحمار مثلا
في نحو: ما في الدار إلا حمار إنسان الدار، أي الّذي يقوم مقامه في الأنس كقوله
[من الوافر]:
جعلوا الضرب تحيتهم، لأنّه الّذي يقوم مقام التحيّة عندهم، أو على تخييل
العموم فيه بحيث يكون شاملا.
فإذا قلت: ما جاء القوم إلا حمارا، فقد نفيت مجئ القوم و ما يتبعهم،
ثمّ استثنيت الحمار ممّا دخل في حكم التبع.
و الثاني:إنّهم حملوا ذلك على المعنى، لأنّ المقصود هو المستثنى، فالقائل ما في
الدار أحد إلا حمار، المعنى: ما في الدار إلا حمار، و صار ذكره أحدا توكيدا ليعلم
أنّه ليس ثمّ آدميّ، ثم أبدل من أحد ما كان مقصوده من ذكر الحمار.
و ذكر المازنيّ و ابن بابشاذ في شرح الجمل وجها ثالثا، و هو أن يكون
من تغليب العاقل على غيره، فاقتصر على ذكر العاقل لحكم التغليب، ثمّ أبدل من جملة
ما تضمّنه التغليب. قال الرضيّ: و هذا لا يطّرد في جميع الباب، نحو: قوله تعالى:ما لَهُمْ بِهِ مِنْ
عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِو قولهم ليس لهم سلطان إلا التكلّف و نحوه.
تنبيه:ما نقلته عن تميم من اختيار النصب هو ما أفهمه كلامه، و نقله غير
واحد.
لكن ذكر ابن عقيل و المراديّ و الدمامينيّ في شروح التسهيل أنّ ابن
مالك ذكر أنّ لغة بني تميم في المنقطع في الاتباع كلغة الجميع في المتّصل،
فيقولون: ما فيها أحد إلا حمار، و يقرؤونإِلَّا اتِّباعَ
الظَّنِبالرفع،
إلا من لقن النصب.
قال الدمامينيّ في شرح التسهيل: و غير المصنّف يقول: إنّهم يجيزون
الاتباع، و يختارون ما يوجبه غيرهم من النصب، انتهى. فافهم أنّ هذا النقل لم يذكره
غير ابن مالك.
حكم المستثنى بخلا و عدا و حاشا:
هذه «تتمّة» لما ذكره من مسائل هذا الباب، «المستثنى بخلا و عدا و حاشا ينصب»تارة «معفعليتها»،أي إنّها أفعال متعديّة إليها، و فاعلها ضمير مستتر وجوبا، و في مرجعه
الخلاف الآتي بيانه في حديقة المفردات إن شاء اللّه تعالى، نحو: قام الناس خلا أو
عدا أو حاشا زيدا، و اختلف في جملة الاستثناء، فقال